لفتيت وآيت الطالب يدعوان لتشكيل لجان جهوية وإقليمية لمواجهة «بوحمرون»

في ظل احتقان كبير يعرفه قطاع الصحة العمومي

 

وجّه كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ووزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد ايت طالب، دورية مشتركة لمسؤولي الصحة الجهويين وولاة الجهات وعمال عمالات وأقاليم المملكة من أجل التنسيق المشترك لمواجهة العودة القوية لمرض الحصبة المعروف بـ «بوحمرون». ودعا الوزيران ممثلي الإدارة الترابية ومسؤولي الصحة للعمل على تسطير برامج جهوية وإقليمية تساهم في إنجاح الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لتكثيف واستدراك التلقيح عند الأطفال، في علاقة بالتحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية بشأن تزايد حالات الإصابة بالحصبة والوفيات المرتبطة بها في دول مختلفة من أنحاء العالم.
وأكدت الدورية المشتركة بين وزيري الداخلية والصحة على ترؤس الولاة والعمال للجان جهوية وإقليمية، تكون مهمتها تتبع الحملة بمختلف تفاصيلها والمساعدة على أجرأة وتنزيل أهدافها وتوفير كل الظروف التي من شأنها ضمان نجاحها، وذلك بتعبئة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية لتحقيق هذه الغاية. وعلاقة بالموضوع أكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في بلاغ لها على أن الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 كان لها أثر سلبي على معدلات التغطية بالتلقيح في معظم أقاليم وجهات المملكة، ودعت الآباء والأمهات إلى مراجعة الدفاتر الصحية لأطفالهم في المراكز الصحية والعيادات الخاصة من أجل التأكد من حصولهم على الجرعات اللازمة للوقاية من الحصبة في الشهرين التاسع والثامن عشر، مشددة في هذا الإطار على ضرورة تمكين الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم بعد من جرعتين من اللقاح المضاد للحصبة، والعمل على استكمال ما يوصى به من حيث عدد الجرعات بالنسبة لمن تلقى جرعة واحدة فقط.
بالمقابل أكد عدد مهم من مهنيي الصحة، خاصة بالنسبة لفئة الممرضين وتقنيي الصحة، أن الحملة الجديدة تأتي في سياق يتميز بالاحتقان الذي يعرفه قطاع الصحة العمومي بسبب تنصل الحكومة من التزاماتها ورفضها الاستجابة لمطالب الشغيلة الصحية، مما أدى إلى خوض سلسلة من الاحتجاجات المتمثلة في إضرابات وطنية مصحوبة بوقفات في الجهات والأقاليم، والتي ستتواصل الدعوة إليها في الأيام المقبلة. وشدد فاعلون نقابيون في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الفئة التمريضية التي تعتبر العمود الفقري للقطاع والتي ظلت على مرّ التاريخ تقوم بمهام جسام من أجل خدمة الصحة العامة في المدن والبوادي والجبال، بدون تلكؤ وبنكران ذات، فضلا عن التواجد في الصفوف الأولى خلال الأزمات الصحية المختلفة، ومنها جائحة كوفيد، ستكون مدعوة مرة أخرى لبذل جهود إضافية لإنجاح حملة الاستدراك الخاصة بالتلقيح ضد الحصبة، في غياب كل أشكال الاعتراف.
وأبرز المتحدثون في تصريحاتهم للجريدة على أن كل عمل يجب أن يقابله تقدير مادي ومعنوي للتحفيز، وبأن كل حملة وبرنامج يجب إعداد المناخ الإيجابي لتنزيلهما لضمان انخراط الجميع فيهما، الأمر الذي ينتفي في ظل موجة الاحتقان التي تسود الشغيلة الصحية والغضب الذي يحس به المهنيون، بسبب ما يتم وصفه بالإهانة، الصادرة عن الحكومة، والاستخفاف الذي تتعامل به مع قضايا العالمين في قطاع الصحة العام.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/03/2024