لم أعد وديعة بما يكفي

صديقي النائم
لم أخبر العالم
المدن التي افتتنت بلعبها
اشتعلت الآن ..
لم أوطِنها على خريطة
لم أفصل في مساحاتها
ما أعرفه
أني عبرتها ذات مساء
بقبلة وحيدة
كرسي هزاز
أحمر شفاه صامت

صديقي النائم
كيف أختبئ بمدينة
تتحرش بي
يتحرك جان جنيه في تربتها
يرمي الشعراء مسوداتهم
من شرفتها
كيف صديقي النائم !!

ليست وديعة بما يكفي
تلك الأظافراللعينة
الأقراط الغانية
الأصابع التي تتدلى من سقف خواء
حُبلى الآن
بخربشات على الحائط
بطلاء تسرب من حبل سري
لم أعد وديعة بما يكفي
لأختبئ
كأرنب مذعور
أبحث عن ظل :
أول شجرة
أول ابتسامة
أول عطر لعجوز مقامر عنيد

لم أعد وديعة بما يكفي
صديقي النائم
جنود الحرب
الذين تركناهم البارحة
لم يسألهم أحد
كم رصاصة وهبوا
لفتح قلب مدينة غانية
كم خندقا حفروا
لدفن قصص عشقهم
لم يسألهم أحد
من سرق انتصاراتهم؟
كل الجنود الآن
«نصب تذكاري»
نلتقط صور سيلفي
فوق جثثهم النحاسية


الكاتب : رشيدة الشانك

  

بتاريخ : 17/09/2021