لوز الصفاء

 

ضَحْكَتُهُ سُكَّرٌ ودعوة محبة.
ضحكته صيف وهوية.
بها يؤنس الليل والخَمَّاسين.
بها يتفرد. بها يرقِّص الحقول.بها يبقى.
ضحكته لوز الصفاء وهدير المحبة.
عَسَلُ الأرض وكَرَمُ البيدر.
لَيلٌ وديع ونجوم حكايات.
علاج لنوبات الضجر وقلق المساء.
مائدة للدفء وعرس الجمر .
ضحكته مِشْمِشٌ وصيف لاشفاء منه.
سحر الرجولة.سر انجداب الإناث إلى أقحوان روحه.
لها عذوبة الأعراس والشمس وحنان الغروب.
بها استضاف طيور الخريف ومواسم الحصاد .
بها غَنَّى. بها هيأ المناجل.بها اكتسب حكمة البهاليل.
بها استضاف العطارين وجريحات الغروب.
بها استضاف النجوم والصعاليك للَيلِ الغناء.
ضحكته رائحة الغابات وفرح الخيول بالصيف .
روحه عسل.
تشتاق سيدات القمر والقرنفل إلى رجولته.
رجولة هيأتها الأعشاب والأملاح ولوز الفحولة.
يشتاق لهيب كُحْلِهِنَّ إلى إحراقه برغبات النار.
حَمَى الديار من داء الرحيل.
هيأ الأرض للرقص والجمر للإيقاعات.
إيقاعات البُعْدِ والشوق والأُخوة وانفلات الأعضاء.
هيأ عشبة الضيافة للعائدين من الحقول.
وديع كالماء ؛
ضحكته خضراء .
أحَبَّ عشيرته، فأهدته إكسير الانتشاء ؛
كالزهور على المناديل ضحكته؛
كحلاوة التين روحه؛
تجمعت فيها فواكه المحبة وأسرار القمح .
كريم كالصيف؛
وديع كالظل ؛
ذَهَبُ البرقوق في أحاديث المسرات؛
قناديل من غبطة في شتاءات الرعاة؛
لَوْزُ الضحك وعيده؛
غبطة الطعاريج بعسل الخيال؛
ضحكته قرفة وسكاكر أخوة؛
صديق للريح وطيور الفصول؛
غبطة الشجر ببحر الأعالي؛
حليب الضيافة لعشبة الحبور؛
روحه ظلال وأمطار بلور؛
في حضنه تستريح الأنهار وفراشات المسافات
في المساء يحتضن الكائنات الخائفة من الغروب ويداوي جراحات النهار
في حضنه يحكي الحَجَرُ عن وشومه ورحيل المؤنسين؛
له روائح الشجر والأصياف وأعشاب الأمومة؛
له دم ضاحك وملح مسرات؛
له هشاشة زهرة وعسل في الكلمات؛
له الضحك الأبيض وأخُوَّةُ التين؛
له روح الحَمَامِ والطيور كلها؛
على وجهه روح البلوط وضياء المحبة؛
في صوته واحة للهاربين من الفظاظة؛
الرعاة والبهاليل واليتامى وأبناء السبيل.
الحزينات على المعشوقين والحالمون بنجوم المدن؛
الفاتنات بدموعهن والباكيات على رجالهن؛
«حكايته شرح يطول «.
اسألوا عنه السنابل والبهائم والحيطان؛
اسألوا عنه العصافير والتبن والحطب؛
اسألوا عنه فواكه الفصول وجلابيب الشتاء؛
اسألوا عنه أعراس الأرض والشمس؛
اسألوا عنه شمس المشمش وبرقوق البدو؛
ضحكته لاتنسى؛
«حكايته شرح يطول «.


الكاتب : محمد مفيد

  

بتاريخ : 29/01/2021