لويس كاربردون من حزب أوناموس اليساري بنيكاراكوا : هناك مشاكل متشابهة بين أمريكا اللاتينية و بلدان شمال إفريقيا و الشرق الأوسط فيما يخص مواجهة التغيرات المناخية

شارك لويس كاربردون من شبيبة حزب أوناموس النيكراكوي في أشغال الملتقى الدولي لشبكة مينا لاتينا حول التضامن المناخي الذي استضافته بمراكش الشبيبة الاتحادية تحت شعار « الأجيال الجديدة تجلب أفكار جديدة» . ويَعتبر لويس كاربردون أن الشركات الكبرى التي تأتي من الدول العظمى للاستثمار تشكل معضلة بيئية في بلده بسبب الطرق المفرطة في استغلال الموارد الطبيعية، مما يسبب في أضرار بيئية خطيرة بانعكاسات مدمرة على حياة الفئات الهشة و في مقدمتها السكان الأصليون.

 

p من موقعكم كمناضل يساري ما هو الدور الذي يمكن أن تضطلع به شبكة شبيبية كمينا لاتينا في تفعيل التضامن المناخي في وجه الأزمة المناخية؟

n بالتأكيد هناك دور كبير يمكن أن تلعبه مثل هذه المبادرات التي تصب في التشبيك من أجل قضايا المناخ، فمينا لاتينا ليست مجرد مبادرة لملء الفراغ و إنما جاءت بناء على حاجة تفرض ضرورة ضم الأصوات الاشتراكية بأمريكا اللاتينية و شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، لتحديد الإمكانيات المتاحة للتحرك من أجل القضايا التي تطرحها التغيرات المناخية بهذه المناطق. ونحن نعلم جيدا أن مينا لاتينا تغطي البلدان التي تبلغ فيها آثار الأزمة المناخية حدة كبيرة تضرب حقوق الناس في الاستقرار و العيش الكريم و الصحة وتحرمهم من مواردهم وتدفعهم إلى الهجرة مكرهين للبحث عن وضع أفضل وهو ما يؤدي إلى اختلالات اجتماعية كبيرة تغيب فيها العدالة و المساواة. لذلك فنحن في مينا لاتينا ننكب على توفير فضاء تنسيقي بين الشبيبات الاشتراكية في هذه المناطق لطرح القضايا المشتركة و المواضيع المتقاسمة و التي تشكل واجهة للمشاكل التي نتقارب فيها و في مقدمتها قضايا المناخ. إذ علينا أن نستحضر أن هناك مشاكل متشابهة بين أمريكا اللاتينية و بلدان شمال إفريقيا و الشرق الأوسط فيما يخص مواجهة التغيرات المناخية و الآثار المتربة عنها و انعكساتها الاجتماعية و الاقتصادية سواء كانت هذه البلدان تواجه الجفاف أو التصحر أو ارتفاع سطح البحر أو الفيضانات…

p أنت من نيكراغوا، وهذا يدفعنا للتساؤل عن درجة التكيف في هذا البلد مع التغيرات المناخية بما يرتبط بذلك من مشاكل التمويل و الإدارة العادلة؟

n نعم، أولا هناك مشاكل مرتبطة بظواهر طبيعية مثل البراكين التي تساهم في الاحتباس الحراري بسبب إفرازاتها من الغازات، لكن هناك أيضا تلك المتعلقة بالعامل البشري وخاصة بالشركات الكبرى التي تأتي من الدول العظمى للاستثمار في نيكاراكوا و التي تتسم طرقهم في استغلال الموارد الطبيعية بالإفراط و هو ما يعود بأضرار كبيرة على البيئة ويخل بتوازناتها بما يمكن أن نتصوره من ظواهر مرافقة تمس الفئات الهشة و خاصة السكان الأصليين.

p هذه أهم المشاكل التي تواجهون على المستوى البيئي بتداعياتها على مستوى أنساق العيش بالنسبة للسكان الأصليين و الفئات الهشة، فما هو دور الشباب في تغيير هذا الوضع؟

n هناك عمل كبير يقوم به الشباب على المستوى الجمعوي يخص بالدرجة الأولى التوعية. وهي لا تستهدف فقط الضغط على صانعي القرار، و إنما تهم أيضا المجهود الكبير الذي تبذله هذه التنظيمات لنشر الوعي البيئي في مختلف شرائح المجتمع و في مقدمتها الأوساط الشابة لتصبح صوتا حيويا لقضية المناخ ورافعة للتحسيس بخطورتها، فهي قضية لا تقبل التأجيل، و الحلول التي تخصها لا يمكن أن تفرز نتائج فعالة إذا لم تستند إلى أرضية أساسها الوعي الذي يتحصن به المجتمع بخصوص هذه القضية، فالأمر كما هو واضح يخص تغيير السياسات لكن يحتاج أيضا إلى تغيير الممارسات و اعتماد تلك التي تتسم بالاستدامة. و لذلك فنحن كشباب نعمل في كل الواجهات التي من شأنها أن تقرب حدة هذا المشكل من فهم الناس، سواء على مستوى الإعلام أو التظاهرات المختلفة، و أيضا لتمكين متخذي القرار على المستوى المحلي أو الوطني من إدراك مختلف جوانب قضية البيئة بشكل عام و المناخ بشكل أدق حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات الملائمة.

p هل أنت متفائل بخصوص أزمة المناخ؟

n الإيجابي في المسألة هو أننا نتحرك عمليا و ذلك يجعلنا نكسب نقاطا إضافية لصالح قضية المناخ. فلا يمكن أن نجلس في بيوتنا و ننتظر أن تتحقق الحلول من دون أدنى جهد أو مساهمة منا. طالما هناك أفعال و تحركات منسقة تقع على الميدان في مختلف أرجاء الأرض، فذلك سيسفر حتما عن نتائج إيجابية، و المهم هو ألا يتوقف عملنا لأن المناضل المؤمن بقضيته ينبغي أن يتصف بالإيجابية و الأمل. ربما أن التقدم بطيئ لكن الاستمرار في بناء أفعال و تحركات منظمة سينقلنا حتما إلى الأفضل.


الكاتب : إعداد: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 26/03/2022