ليس كل مادة «بيو» بـ «دواء».. إقبال كبير على المنتجات الطبيعية في علاجات مختلفة وسط تنبيهات المختصين بخصوص مأمونيتها

أضحت المنتجات الطبيعية تعرف إقبالا كبيرا من طرف العديد من الشرائح الاجتماعية، وتحضر بقوة في مختلف الفضاءات، في المعارض والأسواق التجارية الكبرى، وعلى مستوى محلاّت في أحياء شعبية وفي غيرها، والتي يتم استعمالها كشكل من أشكال العلاج التقليدي. مواد يتم البحث عنها من أجل استعمالها لأغراض تجميلية أو علاجية – إستشفائية، حيث يرى الكثير من الأشخاص بأنها أكثر أمنا، انطلاقا من الموروث الثقافي والشعبي المتداول، وكذا بفعل موجة الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، التي تحفّز الكثيرين على تجريبها، للوصول إلى ما وصل إليه الغير، على مستوى النتائج الإيجابية المرجوة التي يقال بأنه تم تحقيقها.
منتجات أكد إبراهيم تشكي، وهو مدير إحدى التعاونيات في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أنها تتوفر على المعايير المتكاملة، مبرزا أن الاستشفاء أو العلاج الطبيعي يركز على فعالية الأعشاب والأدوية المشتقة من المصادر الطبيعية التي صارت، بحسبه، معاييرها عالية الجودة وتوسعت على نطاق واسع، مما جعلها تصنّف ضمن خانة «الأدوية التقليدية». وأوضح المتحدث أن مجموعة من المواد هي ذات فعالية علاجية مهمة، كما هو الحال بالنسبة لعدد من المنتجات الفطرية، وعسل النحل، إضافة إلى بعض المعادن وأجزاء معينة من الحيوانات وغيرها، مشددا على أن هذه النوعية من العلاجات تظل جد مهمة وناجعة، لأنها تشفي من بعض الأمراض والمشاكل الصحية، كما هو الحال بالنسبة لإحدى النباتات في ارتباط بعلاج آلام الأمعاء والبطن عموما، ومواد أخرى جد متداولة تستعمل في علاج الرشح والسعال.
وعلاقة بالموضوع، أوضح الدكتور قادة نزار، وهو اختصاصي في الطب العام في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن العلاجات الطبيعية التي تعتمد على مواد ومستحضرات والتي يكون أصلها عموما طبيعيا، سواء تعلّق الأمر بالنباتات أو المعادن أو حتى ببعض المكونات الممزوجة، والتي تشكل في نهاية المطاف خليطا، تعتبر نوعا من الأدوية الطبيعية أو ما يسمى بـ «ليميوباتي»، إضافةً إلى عدد آخر من العلاجات المتواجدة في الصيدليات، التي تتميز بكونها صادرة عن مختبراتها معروفة وتمتلك دراسات خاصة وشهادات موثوقة مثل شهادة السلامة والجودة من طرف عدة دول، إضافةً إلى تميزها بنظام تسويقي واضح وشفاف، ووجود ممثلين خاصين بها لتقديم هذه المنتجات والتعريف بها وبخصائصها، والتي تتواجد غالبا في الصيدليات وتكون خاضعة لنظام مراقبة خالٍ من أية إشكال أو عائق .
وأكد الدكتور نزار في تصريحه للجريدة، أنه يقوم بوصف مثل هذه الأدوية الطبيعية للأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إليها وهو واثق من سلامتها وجودتها ومن كفاءتها في العلاج، محذرا في نفس الوقت من الإقبال على منتجات يتم ترويجها على أنها «طبيعية» على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي قد تشكّل تهديدا لصحة وسلامة المواطنين، مشيرا إلى أن عددا من هذه «المنتجات» تُسوّق في مختلف الفضاءات، وبعيدا عن الصيدليات، دون أن تتوفر على المعلومات الكافية بخصوصها، كما هو الشأن بالنسبة للمصدر، والمواد المستعملة في تركيبتها، وتاريخ صلاحيتها، وغيرها من التفاصيل الأخرى، ويكتفي أصحابها بوضع ملصق صغير عليها بلون أخضر يتضمن كلمة «بيو» في إشارة على أنها طبيعية الصنع من أجل استقطاب المستهلكين.
وشدّد المتحدث على أن هذا النوع من المنتجات يتسبب في أعراض جانبية لبعض المرضى مثل الحساسية أو الانتفاخ على مستوى بعض المناطق من الجسم، مشيرا إلى أن الطبيب في مثل هذه الحالات يتعذر عليه معرفة نوع المنتوج ومكوناته، وهو ما قد يخلق صعوبات من أجل وصف الدواء الفعال للتعامل مع مثل هذه الحالات، مضيفا بأن هناك بعض المنتجات العلاجية التي تباع بأثمنة خيالية وجدّ غالية في حين أنها لا ترتقي إلى مستوى المعايير المطلوبة، فهي مجهولة المصدر، ولا تُعرف المسالك التي قطعتها وظروف تصنيعها وشحنها وتخزينها. ودعا الدكتور نزار إلى عدم استعمال هذه المنتجات مؤكدا على ضرورة الإقبال على الأدوية الطبيعية التي يوصي بها الطبيب والتي تخضع لمراقبة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المتواجدة في الصيدليات.

(*) صحفية متدربة


الكاتب : شراف مركوم (*)

  

بتاريخ : 08/06/2023