مائدة مستديرة تبرز أهمية الاستفادة من التكنولوجيا لتطويرالقراءة ومجالات التعليم

احتضنت المكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم الخميس 29 سبتمبر الماضي، مائدة مستديرة تحت شعار «المقاربات المختلطة والتجريبية في تعلم القراءة»، من تنظيم شركة «إبسون» .
عروض هاته المائدة المستديرة، نشطها كل من الأستاذين: محمد المسكي، الخبير الدولي في مجالات التعليم والتنمية الاجتماعية والعاطفية، ثم ماجدة براييج الباحثة والمدربة العصبية والحاصلة على المرتبة التاسعة عالميا والأولى في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بطولة العالم للقراءة السريعة ورسم الخرائط الذهنية، تحت إدارة شروق ماشتاش، ممثلة شركة «إبسون»، التي عرفت ، بالمناسبة، بمساهمة شركة «إبسون» في مجال التعليم.
وجاءت التظاهرة، حسب تقديم المنظمين، جراء حصول شركة «إبسون» على نتائج دراسة حول هذا الموضوع، إذ أجرت هاته الأخيرة مِؤخرا، دراسة على مستوى المدارس الابتدائية في 12 منطقة من المملكة المغربية، لاستكشاف كيف يمكن لنهج مختلط يجمع بين التدريس التجريبي وتقنيات الفصول الدراسية أن يقدم تجربة تعليمية فعالة، لا سيما في عملية تعلم القراءة، وسبب الدراسة ما خلفته الأزمة الصحية التي عرفها العالم، والتي وإن عطلت أداء المدارس وزعزعت استقرار أساليب التدريس والممارسات التربوية على نطاق كوني، فإن تأثيرها هذا، في المقابل، قد فتح الباب أمام الانفتاح على سبل أخرى للتدريس، وحيث التكنولوجيا لعبت دورا كبيرا في مجال التعليم وسمحت لنشأة نظام تعليمي جديد يمزج ما بين الابتكار والكفاءة.
من جهة أخرى فإن الدراسة تتزامن وتتماشى مع تطلعات التعليم الوطني، الذي يعتبر أن إحدى أولويات إصلاح التعليم الوطني هو إتقان مهارات القراءة، إلا أن العديد من التحديات مازالت تترقبه، لا سيما الافتقار إلى الموارد لتوفير بيئة غنية بالقراءة والكتابة.
الدكتور محمد المسكي الخبير الدولي في إصلاح أنظمة التعليم وتقييم البرامج، ألقى عرضا حول «أهمية المناهج المختلطة والتجريبية في تعلم القراءة»، وتفرع في شرح نتائج الدراسة والتي مكنت من إعداد جرد واضح عن الاحتمالات الجديدة خاصة في ما يتعلق بالموارد والأدوات التكنولوجية الموضوعة لتعلم القراءة
أما الدكتورة ماجدة بارابيج، فكانت مداخلتها حول القراءة كمهارة القرن الحادي والعشرين، وأكدت أن الأزمة التي يعرفها العالم في مجال التعليم، تحول دون فرص النجاح. فالقراءة، بالنسبة للخبيرة، مهارة مهمة بشكل خاص يجب إتقانها، فهي توسع مجال الاحتمالات وتشكل الأساس الذي تنبني عليه جميع أشكال التعلم الأخرى.
من بين نتائج الدراسة، أن 71 ٪من رجال التعليم يصرحون أن التعليم المدمج أكثر فعالية و88 ٪ منهم يوافقون على أن الأنشطة التجريبية تحفز الفضول والخيال، من خلال لعب الأدوار وتواجد بيئة غنية بالقراءة والكتابة، من جهة أخرى فعند تقييم الموارد اللازمة لتعلم القراءة،أكد 88٪ تقريبًا من المستجوبين، بأن توفر المكتبة والكتب المدرسية له أهمية قصوى، ويقول 80٪ تقريبًا أن الطابعة هي أداة لا غنى عنها في الفصل الدراسي، لإنتاج الوسائل البيداغوجية التي تسمح للتلاميذ باكتساب مهارات القراءة، وما يقارب 60٪ من المدرسين، صرحوا بأن استخدام جهاز العرض، له أهمية كبيرة في فهم وتعلم المهارات، وفي مجال القراءة أكد معلمون، بانها ليست مسألة بسيطة تتمثل في التمكن من التوفر على كتاب أو مساحة للقراءة، وإنما هي مسألة أكبر، تتعلق بتأسيس قيادة تعاونية حيث تتفاعل العائلات والمجتمعات والبيئات الرقمية والأماكن العامة في تزامن مثالي
في حوار خص به محمد المسكي جريدة الاتحاد الاشتراكي، للإجابة عن سبب إيلائه للموضوع أهمية كبيرة وللتعريف بنفسه وأصل تخصصه، صرح هذا الأخير بأنه خبير دولي في التعليم والتنمية الدولية، وسبق وعمل في عشرين دولة، كما شارك العديد من الدراسات مع مختلف البلدان والجنسيات، مضيفا أن التنمية البشرية مهمة للغاية بالنسبة له وأنه يقوم بالتنمية من خلال التعليم.
من جهتها عرفت الدكتورة ماجدة برابيج نفسها بكونها رئيسة الجمعية المغربية لرياضة العقل والتي لللأسف ينقصها الدعم المادي،على حد قولها، وأيضا مديرة عيادة «ميتالين هوب» وهي أول عيادة بالمغرب التي تشرف على هذا النوع من التعلم الذهني، وفضلا عن ذلك فهي مدربة الفريق المغربي ل»ورشات عمل آلية عمل الدماغ»، وأيضا حكم دولي في مسابقات القراءة السريعة والخرائط الذهنية، واسترسلت موضحة أنها تؤمن بأنه «عندما نشارك تجاربنا نعطي الطرق العملىة لتطبيقها ولا نكتفي بتلقينها فقط».
وللإشارة فقد سبق ونشرت جريدة الاتحاد الاشتراكي مقالة حول إبرام اتفاقية شراكة بالدارالبيضاء بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والشركة اليابانية «إبسون» المغرب لفائدة تلامذة التعليم الأولي، وذلك عقب تنظيم ندوة صحفية شهدتها قاعة الاجتماعات بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء-سطات، بعد زوال يوم الثلاثاء 10 ماي الماضي، هدفها إطلاع الرأي العام على أهدافها. وحضر اللقاء كل من عبد المؤمن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وجوزيف فالو، المدير العام لشركة «إبسون» إفريقيا الفرانكوفونية، وكذا المديرات والمديرين الإقليميين بالأكاديمية الجهوية وأطر شركة «إبسون»، والمدير المساعد للأكاديمية ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية، فضلا عن ممثلي القنوات التلفزية والإذاعة الوطنية والصحافة المكتوبة والإلكترونية. كما تم عرض كبسولة تعريفية حول «مساهمة شركة «إبسو»في تجويد العملية التعليمية من خلال التوظيف الأمثل للمعدات داخل وحدات التعليم الأولي: «مديرية عين الشق نموذجا».


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 03/11/2022