مازال جسر مرابو كما هو …

السماء حقيبة مقفلة،
فمن أين يأتي هذا الشر ..؟
لا تعبأ بشيء، أيها العابر،
امش ضد الريح ..
متى أتعبك السفر،
الملائكة الأرضية لن تعلم لك وجهة ..
أية أصابع تحترق،
تلك التي تمسك الكأس .
وترش ملحا في عين البرد،
لتدس تذكرة سفر في جيب الجحيم .
سيمون ..!
لا تستعجلي المطر ..
مازال جسر ميرابو كما هو ..
والنهر يفتح ذراعيه،
لعلكتك التي تداعب غضب الماء
سارتر ..!
ادفع عربة الوجود،
لنبيع هذا الجنون لضباب باريس،
ونهذي في الليالي الباردة بشارع
سان جرمان ..
هل من موسيقى ..؟
تعيد ذكريات حقول الجلنار ..
تطرب غزلانا جافلة،
تذكرهن بالصرخات الأولى،
والبقرات العجاف .
بانشقاق البحر،
وإقلاع فرعون عن الصيد ..
بالمعري يقود عصاه في زقاق حلب ..
بالرمد في عين ابن جني،
وهو يبحث عن الكحل في غربة المتنبي ..
لا شيء يجعلك عظيما أيها الطين ..!
سوى هذه السبحة ..
اكنس غبار لون سجادتك القرمزي ..
ولوح لليليت بسعف نخلة ..
اغمس أصبعك في الطست الروماني ..
ربما يشرب قائيين قليلا من الخمر ..
ويعبر شارع بيسوا ليتسلى بمصارعة الثيران ….


الكاتب : كبور فرتاد

  

بتاريخ : 09/07/2021