منذ زمن طويل
أخذ الموت أبي،
بعد أن دهسته شاحنة كبيرة
أكبر من رأسه المليء بالضحك.
بعده ذهبت جدتي لأمي
كانت لا تصلي،
كانت لا تصوم،
ولما صار جسمها ثقيلا
رحلت،
في ليلة عيد ميلاد حفيدها
جدي كان يصلي دائما
عرفت ذلك من كثرة الماء
الذي كان يهرقه
في جوف الفجر.
ومن جلبابه الأبيض الذي
خبأته في نظرة
في بئر.
اخرهم شاب جميل،
خرج ليلة أمس
فاجأه قلب صغير
ترك نصفه معي
وابتسم.
لاتنظروا إلي
مامن أحد أخبرني
عليكم فتح صدري
لتتأكدوا من موتي.
نبتة الموت،
هذه النبتة التي تعيش
في الظلام الداخلي المجهول،
لا ترتب المقبرة
ولا تزرع وردا على قبوركم،
لاتنتبه لأحد.
عندما تغمضون عيونكم
تأتي بخاتمها
وتتزوجكم.
أنا لا
مازلت صغيرة على الذهاب الى الجنة
لاتعبثوا معي.
أي واحد منكم ذاهب
إلى هناك
ليخبرهم
أني باقية أحرس البيت،
صوت أمي هناك،
جدتي الأولى تبتسم،
وجدتي الأخرى على قيد الابتسامة…