مباشرة بعد الإفراج عنه : مطربون وموسيقيون ساخطون على الإقصاء من الدعم الاستثنائي.. وفنانون يتنازلون عنه

فجر الإعلان عن لائحة أسماء الفنانين المستفيدين من الدعم الاستثنائي الذي كشفت عنه وزارة الرياضة والثقافة والشباب يوم الثلاثاء الماضي ، جدلا كبيرا وحادا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وبين الأوساط الفنية الموسيقية، من منطلق أن اللائحة لم تكن منصفة وطالها الكثير “الانحراف” الفني، ولم تستند إلى معايير و مقاييس واضحة في التوزيع، الذي اعتبروه” الساخطون” أنه لم يكن عادلا في هاته الظروف المغربية والدولية الاستثنائية..، خصوصا وأن الدعم قد خص ب”سخاء” فنانين معروفين ممن لهم نشاط مستمر فني ولهم حضور شبه دائم في القنوات الوطنية، كما فنانين لازالوا يتلمسون بداياتهم الأولى في عالم الغناء و الموسيقى..، بل فنانين مغاربة غير مستقرين بالمغرب .. ومن بين الأسماء التي تم ذكرها في هذا السياق و تعرضت لانتقادات كبيرة الفنانين محمد وعبد العالي الغاوي الذي خصهما دعم الوزارة 32 مليون سنتيم، وحمزة لبيض، الفائز بلقب “ذافويس كيدز” الذي منح مبلغ قدره 8 ملايين، و ليلى البراق، والفنان نعمان لحلو بـ 16 مليون، وحاتم إيدار بمبلغ قدره 16 مليون وسعيد موسكير وإيمان قريقبو .
وما أشعل فتيل التذمر والسخط على لائحة المستفيدين من الدعم الاستثنائي بمواقع التواصل الاجتماعي أن بعض الفنانين المستفيدين، حسب ما جاء في مجموع التدوينات و التغريدات.. لهم مداخيل جد محترمة ومتواصلة من مصادر خارج الإطار الفني تجعلهم في غناء عن هذا الدعم ومزاحمة فنانين يعانون من شظف العيش في هاته الظروف الحرجة..، إذ منهم – تقول بعض التدوينات – من يشتغل في مجال العقار ومنهم من يتوفر على مطاعم أو نوادي ليلة و استفاد من الدعم..
ومن بين أقوى ما استعرضه موقع “فيسبوك” في هذا الإطار تدخل الفنانة القديرة لطيفة رأفت، في شريط فيديو، تم تداوله عبر عبر منصات العالم الإفتراضي بشكل لافت، صبت فيه جام غضبها على كيفية توزيع هذا الدعم، كاشفة أن هناك موسيقيين مغاربة اضطروا لبيع آلاتهم الموسيقية من أجل الحصول لقمة العيش، في ظل انعدام إمكانيات العمل، لكن لم يتم الاهتمام بوضعيتهم الاجتماعية..
بدوره الفنان الشعبي الستاتي اتهم، بعد الإعلان عن لائحة الدعم الاستثنائي من وزارة الثقافة، بتهميشه وإقصائه من المحافل الفنية، وذلك على الرغم من مساره الفني الذي وصفه بالحافل والممتد لأكثر من 45 سنة.
الأمر لم يقف عند هذا الحد بالنسبة للفنانين الموسيقيين، فمباشرة بعد الإفراج عن لائحة الدعم، عرف مقر وزارة الثقافة والشباب والرياضة، أول أمس الأربعاء، و بشكل عفوي، وبدون تنسيق، أولى الاحتجاجات لفنانين مطربين وموسيقيين.. أمام مبنى الوزارة الرباط، مطالبين بلقاء الوزير الوصي على القطاع، ومحتجين على استثنائهم من الدّعم ، الذي شككوا في طريقة توزيعه من قبل لجنة انتقاء المشاريع..
وفي غياب رد فعل من لدن وزارة الثقافة لحد الآن، كانت أول ردود الفعل من الأطراف المستفيدة من قبل الفنان نعمان لحلو، الذي اعتبر في خرجة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن “الدعم الإستثنائي” الذي قدمته وزارة الثقافة للفنانين، ليس دعما وإنما هو برنامج قائم منذ 11 سنة، اسمه “Aide à la production”، أي مساعدات الإنتاج، وذلك ردا على الجدل الذي صاحب هذه العملية . وأوضح نعمان لحلو في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، إن “برنامج Aide à la production تساهم فيه الدولة بنسبة 60%، الجمعيات و الشركات، تكلفة إنتاج الأعمال الفنية، على أن يقوم المنتج بتحمل 40% من التكاليف من جيبه الخاص، وذلك بعد تقديم مشروع الأعمال الفنية، تحت إشراف لجنة من وزارة الثقافة ومجموعة من الفنانين في مختلف التخصصات”. وأبرز لحلو أن الإشكال الذي تم في هذه العملية أن “وزير الثقافة الجديد أخطأ عندما سمى هذه العملية بالدعم الاستثنائي”، مضيفا إلى أنه كان يتمنى أن يكون هناك دعم اجتماعي لكل من يشتغل في هذا الميدان. وخلص الفنان سيتخلى عن حصته من دعم وزارة الثقافة، ملتمسا من هذه الأخيرة تحويلها إلى صندوق كورونا، وموضحا أنه سيتوقف عن الإنتاج الفني، قائلا في هذا الصدد على فايسبوك:”اتخذتُ قراري بتوقيف عملية الإنتاج، وامتناعي عن الاستفادة من الدعم، مطالبا الوزارة بأن تحول المنحة المخصصة لمشروعي الفني إن هي شاءت إلى صندوق كوفيد 19.
مباشرة بعدة الفنان نعمان لحلو، تفاعل الفنان سعيد موسكير مع الحدث، وهو احد المستفيدين من الدعم الاستثنائي، حيث عن تنازل عن الدعم المالي الذي استفاد منه مطالبا وزارة الثقافة بتحويل الدعم لدعم وإنشاء مرافق حيوية وضرورية بالمناطق الأكثر حاجة..، ونشر موسكير في منشور على صفحته بموقع تنزيل الصور “انستغرام”:” أشكر السيد وزير الثقافة المحترم على ثقته في المشروع الذي تقدمت به للاستفادة من دعم الوزارة المخصص لدعم الموسيقى و الغناء..”


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 02/10/2020