متحور أوميكرون أوسع انتشارا مقارنة بسابقيه والتقيد بالتدابير الوقائية والتلقيح آليتان للحدّ من تنقّله

الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»:

المريض الواحد ينقل العدوى لـ 13 شخصا والمسنون والمصابون بأمراض مزمنة الأكثر تهديدا به

 

 

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 في تصريح هاتفي لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن يتعيّن عليهم تلقي الجرعة الثالثة المعززة لحماية صحتهم من أي تداعيات وخيمة قد يتعرضون لها في حال الإصابة بمتحور أوميكرون. وأوضح المتحدث أن هذا المتحور وإن كان ليس بالشراسة التي ميزت سابقيه إلا أنه سريع الانتشار، وقد تترتب عن التعرض لعدواه تداعيات مختلفة خاصة بالنسبة لمن يوجدون في وضعية صحية هشّة، مما قد يتطلب نقلهم إلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة، وهو الأمر الذي لا يرغب فيه أي أحد، خاصة وأن نسبة الإماتة بسبب الفيروس في المغرب هي أقل من المعدل العالمي إذ تقدر بـ 1.4 في حين أن المعدل العالمي يبلغ 2 في المئة.
وأبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه للجريدة أن نسبة الكشوفات الإيجابية ذات الصلة بالفيروس قد ارتفعت منذ حوالي أربعة أسابيع، مشيرا إلى أن القيام بـ 100 فحص أو كشف في السابق كان يخلص إلى تسجيل إصابة واحدة بالفيروس، في حين أنه خلال الأيام الأخيرة بات القيام بـ 100 فحص يسفر عن تسجيل 10 حالات إصابة بالفيروس، وهو ما يبيّن درجة انتشاره. وشدّد الخبير الصحي في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن المصاب بالفيروس الأصلي لكوفيد في بداياته كان ينقل العدوى لثلاثة أشخاص فقط، في حين أنه في حالة المتحور دلتا فإن مريضا واحدا كان يتسبب في إصابة خمسة، وبخصوص أوميكرون كان المصاب الواحد ينقل الفيروس لثمانية أشخاص، أما المتحور الحالي فإنه عند إصابة شخص واحد فإنه يمكن أن ينقل العدوى لـ 13 شخصا آخرين، مؤكدا على خطورة هذا الأمر إن في الوسط المدرسي أو المهني على حد سواء، لأن انتشار متحور أوميكرون يعادل انتشار «بوشويكة» أو «بوحمرون»، أي نسبة إصابات أكبر.
ودعا الدكتور عفيف الأشخاص الدين يعانون من أمراض مزمنة إلى استكمال المسار التلقيحي والحصول على الجرعة الثالثة، شأنهم في ذلك شأن الأشخاص المتقدمين في السن الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة، مشيرا إلى أن أكثر من مليوني شخص في هذه الفئة العمرية لم يحصلوا على الجرعة الثالثة، علما بأن نسبة 98 في المئة منهم حصلوا على الجرعتين الأولى والثانية. ونبّه الخبير الصحي إلى أن استقرار الوضعية الوبائية حاليا؛ خاصة وأن نسبة ملء أسرّة الإنعاش والعناية المركزة هي ناقص 0.5 في المئة؛ لا يجب أن تكون سببا للتراخي لأن 25 في المئة من الحالات التي تتواجد في هذه المصالح تكون معرضة لأن تفارق الحياة بسبب خطورة المضاعفات، لهذا يجب أن تكون محفّزا على التقيد بالتدابير الوقائية والوضع السليم للكمامات في الأماكن المغلقة والحرص على التباعد والتهوية، واستكمال التلقيحات الثلاث، لأن الهاجس الأساسي اليوم يكمن في حماية المسنين والمصابين بأمراض مزمنة لا سيّما في هذه الفترة، التي تتزامن ومناسبة عيد الأضحى وعودة مغاربة الخارج إلى أرض الوطن والعطلة الصيفية، التي تعتبر مناسبات للتواصل الاجتماعي واللقاء بالأحباب، التي يجب أن تكون لحظات للفرح لا للقرح، وفقا لتعبير الدكتور عفيف، الذي اختتم تصريحه بالتأكيد على أن الوضع الاقتصادي والصحي لبلادنا لا يضاهي ما هو متوفر في دول متقدمة، لكن النتيجة التي تم تحقيقها في مواجهة الجائحة الوبائية إلى اليوم، ما كانت لتتحقق لولا التعليمات الملكية السامية والمتابعة الشخصية لجلالته للوضع الوبائي، وهو ما سمح بتفادي تبعات وخيمة كتلك التي عاشتها دول أخرى، وبالتالي يجب تحصين هذه المكتسبات والحرص على ألا تضيع كل المجهودات التي تم بذلها في هذا الإطار.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 11/06/2022