متلاشيات دون عقارب

في ما يشبه اللعب بالانكسارات
مضيت ألهو بالنسيان
احتضنتني خسائر الجملة
في انتظار الاحتضار المخدوم

بالإزميل المعطوب
نقشتُ حرف الخيانة
حطت فراشة دوخها الصقيع
صارت نقطة فوق عنف الغواية
لقنتها أبجديات التحليق
امتلأت بالكوابيس
على إيقاع الظلمة القاسية
مسحت عن وجهها لعنة الفناء
لاعبتْ سيف العشيرة
هناك..
لم تسأل الفراغ
عن عذر رمى بعطره
حين استحال الغروب وداعا
وانتشى الرحيل بالوهم المتبخر

فوق رأس الجبل الصامت
بقايا منارة ضيعتني
وأطلال ضريح
أمرتني بانتظار العدم

أعلى تل الأسطورة
فزاعة تغري العابرين
من يسقط تحت أسمالها
تمضي به لجحيم الأبد

كنت المهووس بصدفة النهايات
زغاريد العرافات منبهات
كلما زحفت أفعى عطشانة
حذرتني الأجراس
قالت: لا تأمن فخاخ العبارة!

وما تبقى مني غير نوايا
اشتاقت جنية أشعار
أتقنت إتلاف الحواس
وإدانة شيخٍ افترش الليل
وأسقط فارس الشهادة

وقوافل الغياب تأتي
محملة بأكفان الغربان
وحده سواد المصير
يزين بياض الرحيل المشؤوم
يابسة تلك الكلمات
جرحت حواشيها بَحَّة المكلوم
قلبت لعبة اصطياد المعاني
لمناحة ودعت ما ترَسَّب من
ذكريات

رمْلٌ ذاك الاسم الملعون
موشوم بسواد الوهم الشقي
والوجه الصخري يقسو على
ابتهالات
تسبح في مويجات سراب لا يطاق
وَعْدٌ أزرق سمَّم انزياحات مَوتِي
في يديه خنجر الغدر الموروث
عربون وقت
أتقن طعن الكلمات الملسوعة


الكاتب : حسن برما

  

بتاريخ : 23/09/2022