متى ولد كل هؤلاء الكتاب.. المغاربة طبعا

متى ولد كل هؤلاء الكتاب.. المغاربة طبعا .
أين كانوا مختفين ….
وطن بحجم كل هذا الزخم في العطاء الفكري والثقافي والإبداعي عليه أن ينعكس على قبتنا التشريعية المشرفة . وعليه فإن هذا يفرض أن تخلق لهذا الشعب من الكتاب والمبدعين أكثر من قناة إذاعية وتلفزية موضوعاتية للتعريف بهم والتعرف عليهم من ذوي الاختصاص الإعلامي، وأن تبرمج أفكارهم التنويرية في رياض الأطفال والرسوم الناطقة والمتحركة والناشئة وتشكل مرجعا في الجامعة ومرجعا في الحياة…..
معرض بكل هؤلاء الكتاب …
هذا المعرض دولة كتب … دولة أفكار وقيم وأبحاث واستراتيجيات وعلوم وتفوق مساحة وجغرافية مركز تنظيم المعرض. حجم دويلات ميكروسكوبية وذات سيادة معترف بها لدى الأمم المتحدة . ناهيك عن البيضاء …وما أدراك بالدار البيضاء..
معرض كاد أن يستوفي شروط خلق وإنشاء دولة ثقافية بمفهوم القانون الدولي التقليدي.
نظام ثقافي… ترسيم حدود …. وشعب قار وثابت.لكن للأسف الشعب غير قارئ، وأغلبه ليس بقارئ .
وطن بمثل كل هذا الزخم الإبداعي والفكري المشهود له عربيا ودوليا بالكفاءة والتقدير الدولي..
وطن كان دوما عنوانا للفكر والنقد فيما استفرد الشرق بالإبداع..
وطن كان فيه فكر العروي والجابري منذ عقود عديدة يدرسون في جامعة القاهرة وحصل فيه الدكتور محمد مفتاح رائد السيميائيات على جائزة المربد بالعراق إبان حكم صدام حسين بقيمة مائة مليون سنتيم وهي نفس قيمة الجائزة التي حصل عليها في ذات المهرجان مفكرنا في الفكر الديني طه عبد الرحمان من خلال بحوثه وعنائه في تبرير الإيمان بالله، مرورا بكل حيثيات المنطق ووصولا إلى أعلاها وهي البرهان وهي ليست بدليل فاكتفى بالبرهان كأعلى درجات المنطق…… وووو. …..
لطالما تهافت السياسيون على أسماء لامعة من مثقفينا لكسب المشروعية الثقافية كنيشان للمبارزة السياسية..
صحيح أننا صرنا قبلة إبداع منذ عقدين من الزمن خصوصا في مجال القصة القصيرة والرواية، وتألقنا سينمائيا ناهيك عن البحوث العلمية والرقمية وبعضها مراجع دولية.
مع ذلك …
لم هذا التبخيس والتجاهل لكل ما يكتب ولكل ما ينشر…
ما أبهاها وأعمقها وأفيدها إنتاجات وطنية…
بعيدا عن قيمة الجوائز المالية وكيف حالها اليوم . وبعيدا عن كل المبررات الأخرى المتعلقة بفورة وثورة تكنولوجيا الإتصال وبلا بلا بلا بلا …لدينا بعض شروط تأسيس الدولة الثقافية .. لكننا نحتاج إلى شعب .. نحتاج إلى شعب قارئ .
نحتاج إلى معارضة ثقافية نعبر منها الى السياسي ..
بعد أن كان الفعل الثقافي مؤطرا للفعل السياسي … صرنا نمني النفس اليوم أن يرضى عنا السياسي رغم سباته العميق…
أوكسجين هذا الوطن يحتاج إلى معارضة ثقافية حقيقية تنعكس إيجابا على قوانين وتشريعات وضعية تليق بتاريخنا وبأمتنا المغربية…..
الكتاب، دليل السياسي.
الكتاب، عنوان شعب لا يقهر…
الكتاب، عنوان حضارة وأمة لا ولن تزول..


الكاتب : فاطمة أقروط

  

بتاريخ : 10/06/2023