مجلس أوروبا يطلق بالرباط دورة تدريبية حول مكافحة خطاب الكراهية لفائدة مهنيي القانون

أطلق مجلس أوروبا، أول أمس الخميس بالرباط، دورة تدريبية حول مكافحة خطاب الكراهية، وذلك ضمن فعاليات برنامج المجلس للتكوين في مجال حقوق الإنسان لفائدة مهنيي القانون.
وتستهدف هذه الدورة التدريبية عن بعد، التي تعد ثمرة تعاون بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، ورئاسة النيابة العامة، ومنتدى شباب البحر الأبيض المتوسط بالمغرب، وكلية علوم التربية، بالإضافة إلى مجلس أوروبا، المهنيين الراغبين في تحسين المعارف والكفاءات المتعلقة بالمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال، خصوصا ذات الصلة بالسياق القانوني للمغرب وسبل تطبيقها في عملهم اليومي.
وفي هذا الصدد، قالت إيفا باسترانا، رئيسة قسم التكوين في العدالة وحقوق الإنسان بمجلس أوروبا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدورة، التي تمتد على مدى ثلاثة أشهر تقريبا، ستمكن المشاركين من رفع مستوى المعرفة بغية التمييز بين جرائم الكراهية، وخطاب الكراهية، وحرية التعبير من جهة.
وأبرزت أنه قد تم تكييف هذه الدورة التدريبية مع السياق المغربي، وتستهدف المهنيين العاملين في مجال مكافحة خطاب الكراهية، بما في ذلك المهنيين القانونيين، مضيفة أنه «عندما نتحدث عن المهنيين، فإننا نتحدث أيضا عن مهنيي المستقبل، بما في ذلك طلاب الجامعات».
من جهته، شدد سفير النرويج بالمغرب، سجور لارسن، على ضرورة مواصلة الجهود من أجل الحد من خطاب الكراهية وحماية الأفراد والجماعات الهشة من هذا النوع من العنف، داعيا إلى إرساء مجتمعات منفتحة تستند إلى القيم الديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان.
بدوره، شدد رئيس مصلحة الدراسات والإشراف على السياسات العمومية بالمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، سفيان بن واحمان، في تصريح للقناة الإخبارية (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بغية الحفاظ على مناخ الأمن والسلم المجتمعي، يولي المغرب أهمية قصوى لقضايا خطاب الكراهية.
ونوه، في هذا الصدد، بمشاركة المجتمع المدني في إطلاق ورشة العمل هذه، وكذا بمبادرة مجلس أوروبا التي تمثل «شريكا أساسيا في هذا المجال».
من جانبه، أبرز رئيس مصلحة التعاون الدولي بالمعهد العالي للقضاء، سمير الغالمي، أنه منذ إطلاق برنامج «HELP» التدريبي في مجال حقوق الإنسان، حرص المعهد على المشاركة في مختلف الأنشطة المقترحة، بغية تمكين العديد من الملحقين القضائيين من المشاركة في دورات تكوينية مختلفة، مشيرا الى أن المعهد ينوي توسيع قاعدة المشاركين خلال هذه الدورة الخاصة بـ «مكافحة خطاب الكراهية» كجزء من مقاربة شمولية تروم تحسين التكوين في مجال حقوق الإنسان. أما المنسق العام لمنتدى شباب البحر الأبيض المتوسط، ياسين إسبويا، فقد شدد على أهمية تعزيز الشراكة، والحوار في رفع التحديات التي تواجه المنطقة، وضرورة إيجاد سبل كفيلة لمجابهة خطاب الكراهية والتطرف.
من جهته، أكد عميد كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس، عبد اللطيف كداي، على أهمية موضوع الدورة التدريبية، مشيرا الى أن هذا التكوين يتغيى تكوين أطر في مجال حقوق الإنسان، قادرة على مواجهة التحديات الراهنة المرتبطة بتنامي خطاب الكراهية.
وتابع أن مكافحة خطاب الكراهية يستدعي تأطيرا أكاديميا من خلال تنظيم ورشات علمية تستهدف الشباب والطلبة والمهنيين بغية مدهم بوسائل تمكنهم من الانخراط في مواجهة هذا الخطاب.
يشار إلى أن دورة «مكافحة خطاب الكراهية» هي مشروع يتم تنفيذه في إطار شراكة الجوار مع المغرب للفترة 2018-2021، بدعم كل من ليختنشتاين، والنرويج وإسبانيا.


بتاريخ : 11/12/2021