محاولة لتطريز شتات الوهم..

 

أيْن أعْثُر بالإِبْرة في كومَة الكَلِمات
أُرتقُ قِطْعة وَهْمٍ
ظَلَّتْ تُلحُّ عليَّ في عَرائي..
أَدْرَأُ عَنّي قَشْعَريرة وقْتٍ بَليد..؟
أمَّا الْخَيْط
أيَّ خَيْطٍ أَشُدُّ بِه
ما أُكوِّر مِن رَغَباتِ طِفْل شَريد.
أَلِفْت أنْ أَسْتَعيره  مِن مُتَلاشِيّات أَمْكِنة
وَرُفوف أزْمِنة.
ظَلّتْ خَلْفي تَحْفظ كَنْزيَ الثَّمين.
أُلْبِسُ أحْلامي قُمْصانَ فرَحٍ..
في غيْر ما عيدْ.
أوْ فيما أعْوِزِني مِن حُلَلٍ
زَهتْ بِها صِبْيةُ الزَّمن البَعيد.
لَسْتُ خَيّاطا
لكِنّي خَبَّرتُ ما كانتْ  تسْتُر بهِ أمِّي عَوْرةَ إِمْلاقي
في سِنواتِ الْبَرْد العِجاف.
تَحْفَظُ ماءَ وجْه اللِّباس ْ
فَيَراني فيه النّاسْ
عَلى هَيْأةٍ أبْهَى
وإنْ حالَتْ أَلْوانُه بيْن قَشيبِ الأَلْوان.

ربَّما، هَذا ما أغْراني بِفَتْح دُكّانَة خيَّاط
يُفصِّل أثْوابَ الشِّعْر
عَلى مَقاساتٍ شَتّى
لمْ يَسْتَطِبْها  زُبَناءُ الْمَوَضاتْ
فَكانَ الْكَسادُ .
وأنا الآنَ أَحْرسُ دُكّانَة خالِيّة مِنْ أَقْمِشة شَتّى
لَكِنّي يُؤْنِسني صَدى الْمِقصِّ
يَصولُ في قُصاصاتِ الذِّكْرى
لَعلِّه يَسْتَعيدُ الْهِنْدامَ لِنَصِّ
زادَهُ الْخَيالُ
بَسْطَة في الْجِسْم
فَفاضَ عنْ أَحْوالِ الْمِعْنى
وانْداحَ
عَلى ضَفَّة الْهامِشِ..

الْهامِش الَّذي كانَ حَكْرًا عَلى الْمُعلِّم
حيْث تُدارُ الأَصْفارُ
بِأَحْمر فاقِع ٍ
بَعْض آثارِه لا تَزاُل مَوْشومَةً عَلى سيرَةِ الْخَطِّ
تَشوبُ ارْتبِاكَ أشْعاري
كُلَّما اصْطدَمْتُ بِهامِشٍ أَحْمَر
تَرْصُدَه الْعَلاماتْ.

لكنْ ما جَدْوى الإِبْرة ،الآنَ،
في جاهِزيَّة اللِّباسِ
وخَيْط أمِّي الْوَاهِي
يَمْشي وَئِيدًا في ثَناياَ القُمَّاشْ..؟


الكاتب :    محمد شاكر

  

بتاريخ : 02/10/2020