محرومون من كلية يفصل بينهم وبينها شارع واحد لاغير .. طلبة بيضاويون «مجبرون» على إتمام تعليمهم العالي في المحمدية وطريق الجديدة

كثير من الآباء والأمهات ومعهم فلذات أكبادهم الذين حصلوا على شهادة الباكلوريا وطرقوا باب كلية عين السبع، لا يستوعبون كيف أن الطلبة الجدد لا يستطيعون ولوج مدرجاتها وهي التي لا تبعد عنهم إلا ببضع كيلومترات، ومنهم من يطل عليها من الجانب الآخر للطريق السيار، والبعض يفصل بينهم وبينها شارع واحد، ومع ذلك يُطالبون بالرحيل إلى المحمدية أو التوجه إلى الكلية المتواجدة بطريق الجديدة من أجل إتمام مسارهم التعليمي جامعيا !؟
طلبة من البرنوصي وسيدي مومن وبن امسيك والنواحي يعودون كل سنة بخفي حنين وهم يجرون أذيال الخيبة، وكثير منهم يذرف الدموع، والبعض الآخر يصب جام غضبه وسخطه على المسؤولين والأعوان وكل من صادفهم في طريقه داخل كلية عين السبع، مع أسئلة كثيرة غير مفهومة حول الدواعي التي جعلت هذه الكلية مقتصرة على فئة بعينها وترفض فئة أخرى في زمن اللامركزية والجهوية وغيرها من الشعارات المرفوعة، خاصة تلك التي تحث على التكوين والتعليم واعتماد سياسات القرب، في حين يتم التطويح بهم بعيدا، ويتم الرفع من الأعباء المادية والمعنوية في سبيل تحصيلهم العلم، ومواجهة النوم والتنقل ومجموعة من الإكراهات إذا ما أرادوا التواجد بتلك المؤسسات الجامعية الأخرى!
مشاهد تتكرر كل سنة دون أن يكون هناك أي حلّ، وخلال كل موسم جامعي جديد يجد المسؤولون بكلية عين السبع أنفسهم في وضع التبرير، خاصة وأن المؤسسة الجامعية تستقبل فوق طاقتها بثلاثة أضعاف الطلبة المفروض أن يتم احتضانهم، وهو الإشكال الممتد في الزمن والذي ستتفاقم حدّته خلال القادم من الأيام بحكم التوسع العمراني، واستقطاب شرائح جديدة للسكن بهذه المناطق، التي ستكون لها بالضرورة احتياجات تعليمية، لن يمكن تلبيتها لغياب مرافق ضرورية قريبة، خاصة الجامعية منها التي كان من الممكن إحداث واحدة بزناتة وغيرها، من أجل تخفيف العبء ومحاولة لتلبية الطلبات والتقليص من حدّة الضغوطات، وهو الأمر الذي يترقبه الجميع وكان من المفروض أن يشكل أولوية عند الوزارة الوصية وباقي المؤسسات المنتخبة، في انتظار أجرأة، لن تكون بالضرورة آجلة !


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 17/09/2019