محمد جمال الدين الزروالي يؤسس”جمهورية ” بروكا و فيرنيكه”

إبراهيم الكراوي

عن دار سليكي للنشر، صدرا للروائي والقاص المقيم بماليزيا والذي يشتغل كملحق بسفارة المغرب بهذا البلد عمل روائي تحت عنوان ”جمهورية ” بروكا و فيرنيكه”، رواية تعانق المتخيل التاريخي ، تتأسس على الماضي لكن إسقاطاتها مشبعة برمزية تدل وتؤشر على الحاضر والواقع العربي خصوصا في ظل السياق الراهن الذي ضاعف من حدة أسئلة الوجود العربي وعلاقته بالعالم و قضايا اللغة والتخييل والآخر …
الرواية من نوع الفانتازيا، تتحدث عن قصة جمهورية ” بروكاوفيرنيكه ” التي تعرضت للغزو من طرف القوات الفرنسية، بمساعدة الخونة من أبناء جلدتهم، إذ انقلبت العساكر على رئيس الجمهورية السيد ضاد بإيعاز من رئيس البرلمان السيد خاء و وزيرة الخارجية و التعاون السيدة تاء، فيتم بذلك اعتقال الرئيس بمعية قائد الجيش النظامي السيد همزة. و يصبح سكانها ضحية لعمليات التعذيب و التنكيل كما يستولي الغزاة على خيرات بلادهم حتى تقرر مجموعة من شرفاء الوطن، يترأسهم السيد تيفيناغ قائد فيلق الجبال الرمادية، تأسيس خلية للمقاومة المسلحة، مبتدئين بإنقاذ السيد الرئيس من براثن المستعمر…ثم سرعان ما تتحول إلى جيش من المتطوعين الراغبين في طرد العدو من بلادهم.
و هكذا ستشهد جمهورية بروكا و فيرنيكه مواجهات قوية بين الطرفين، كما سيقود المكتب التنفيذي للمقاومة عمليات عديدة على نهج حرب الشوارع، تذيق القوات الفرنسية مرارة الهزيمة في مستنقع بروكا و فيرنيكه، دافعة إياها إلى توقيع اتفاقية سلام مع المقاومة ومغادرة تراب الجمهورية…
هذه الرواية إسقاط للغزو الفكري و اللغوي الأجنبي الذي تعرض لهما دماغ المواطن العربي، إذ أن منطقتي بروكا وفيرنيكه الدماغيتين هما المسؤولتان عن الإنتاج اللغوي في الدماغ البشري و تم تصويرهما في سياق الرواية على أساس دولة عربية تعرضت للغزو اللغوي الفرنسي، وشخصيات القصة تحمل أسماء مستوحاة من بعض حروف الهجاء العربية و الحروف الفرنسية…
وقد صدرت الرواية في طبعة أنيقة موسومة بجمالية شكل الإخراج الطباعي ؛ و هو النهج الذي ميز أخيرا دار النشر سليكي والتي عرفت إصداراتها تميزا وتنوعا على صعيد العناوين مما جعلها رائدة عربيا في مجال النشر والتوزيع في السنوات الأخيرة .


الكاتب : إبراهيم الكراوي

  

بتاريخ : 29/04/2024