صدر للشاعر والقاص والروائي المغربي محمد فاهي عن دار النشر (إي-كتب) بلندن، في طبعة ورقية وإلكترونية، ديوان شعري موسوم بـ»قصائد حافية» في مائة وثلاث صفحات. ويتضمن الديوان حوالي ستين قصيدة، متنوعة الثيمات وأنماط الكتابة، إذ تتراوح بين نمط القصيدة الطويلة ونمط متوسط، إضافة على نمط الشذرة. وتنطلق النصوص من مرجعيات الإنساني والإيكولوجي والطفولة والبوح ومشاغل الذات والكتابة وغيرها.
وقد كتبت هذه النصوص على مدار أكثر من ثلاثة عقود، وهي لحظات هاربة ومنفلتة من قبضة الزمن، نصوص اليد الأخرى والضمير المستتر الذي يشبه (أنا) الحلم. لكأن النصوص تنكتب في غياب، لكنها تحاول الانتصار للحياة، مجابهة لما يغيب هذه الحياة وينفيها ويزورها، مثل شعلة تقاوم الظلام والزمهرير.
ومن نصوص الديوان ما نشر على ظهر الغلاف:

أريد قبضة من إبر الصنوبر
لأسمع خشخشة الغابة في كفي.
***
أريد أن أنسى ما يراد لي أن أكونه
حيث ما يراد لي لا أكون به
***
أريد أن أكون حرا
ولو في هذه اللحظات
ولو بين هذه الحروف
أريد لو أن «لو» صارت الآن
شلالا من كلمات.

وعن نفس الدار (إي-كتب) بلندن، صدرت له أيضا مجموعة قصصية قصيرة جدا ، وهي المجموعة الثالثة له في هذا النوع، والكتاب الخامس في مجال القصة، إضافة إلى أربع روايات وديوان شعري.
تضم هذه المجموعة أكثر من مائة قصة قصيرة جدا، موزعة على ستة أجزاء، و هي : ( قوارب، خيط أبيض، عالم أزرق، خرائط ، سحب خفيفة، رذاذ ، وهذا الجزء هو عبارة عن حبات قصصية في جملة أو بضع جمل). وهي نصوص متنوعة من حيث حجمها وتوزيعها على الفضاء الطباعي للصفحة؛ إذ تتراوح بين الجملة و السطر والفقرة .
أما المجالات التي تمتح منها ثيماتها الرئيسية فهي الهامشي والمنسي والبسيط واليومي، وتتمظهر هذه المجالات في موضوعات الهجرة والحرب والعلاقة مع العالم الافتراضي والفرد المهمش والعلاقة مع الطبيعة والقضية الفلسطينية…فضلا عن وجود موضوعات فرعية ومختلفة كالكتابة والذات وغيرهما. لكن الفائدة المعرفية والمتعة الجمالية لا يتحققان إلا بإنتاج قرائي فاعل ومشارك.
ومن أجواء المجموعة نقرأ ما يلي:
حلزون
اجتمعت كائنات الغابة للاحتفال بالكائن المعمر بينها. تخلف الحلزون عن الاجتماع قائلا: ( لا وقت لدي لمثل هذا الصخب والاستعراض). وبالفعل، كان يلزم الحلزون وقت ليستحم بأول قطرة ندى، وبأول شعاع شمس، وبأول رفرفة فراشة، وبأول تغريد طائر…
طريق الحلزون، ليست هي طريق الكائنات الأخرى.

6