مخزون سدود المملكة يرتفع فوق 5 ملايير متر مكعب ونسبة الملء مازالت دون 35 %

يمر المغرب هذه الأيام بموجة من البرد القارس مصحوب بتساقطات مطرية وثلجية متفرقة حسب ما أكدته أمس المديرية العامة للأرصاد الجوية، التي توقعت طقسا ممطرا بالريف ومناطق طنجة واللوكوس والواجهة المتوسطية والسايس والغرب، مع أمطار متفرقة بالسهول المحيطية الشمالية والأطلس المتوسط والشمال الشرقي خلال الليلة القادمة، فضلا عن نزول بعض الثلوج بقمم مرتفعات الأطلس المتوسط خلال الليلة القادمة.
ويرتقب أن تنعش هذه التساقطات المطرية والثلجية حقينة السدود الكبرى التي تحسنت وضعيتها نسبيا بالمقارنة مع ما وصلت إليه من تدهور غير مسبوق خلال الشهور الأخيرة ، وإلى حدود أمس الثلاثاء ، بلغ مجموع المياه السطحية المخزنة في السدود الرئيسية بالمملكة أي ما يقارب 5.07 ملايير متر مكعب عوض 3.8 مليار متر مكعب المسجلة في فاتح دجنبر الماضي، أي بفارق يناهز 1.27 مليار متر مكعب.
وتفيد آخر إحصائيات قطاع الماء بوزارة التجهيز حول وضعية السدود، يوم الثلاثاء 17 يناير 2023، أن حقينة سدود المملكة التي تبلغ سعتها الإجمالية 16 مليار متر مكعب سجلت حتى الآن نسبة ملء تناهز 31.5 في المائة، عوض 34.2 في المائة المسجلة خلال نفس التاريخ من السنة الماضية، وإن كانت هذه الوضعية قد تحسنت مقارنة مع أكتوبر الماضي الذي نزلت فيه نسبة الملء إلى أقل من 25 في المائة، ويرتقب أن تتحسن حقينة السدود إذا ما تساقطت الثلوج في المرتفعات الجبلية.
ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 145 سدا كبيرا، و250 سدا صغيرا، وتتفاوت نسبة الملء داخل هذه السدود حسب موقعها الجغرافي، وتعرف بضعة سدود واقعة على الأنهار الكبرى وفي المناطق المطيرة نسبة ملء عالية، كما هو الحال بسد وادي المخازن بالقصر الكبير 77.6 في المائة، وسد الوحدة بتاونات، وهو أكبر سد في المغرب، والذي انتعشت نسبة ملئه لتصل إلى 55.6 في المائة، وسد النخلة بتطوان 100 في المائة وسد شفشاون 100 في المائة…
في المقابل مازالت السدود الواقعة في وسط وجنوب المملكة تعاني من تراجع مقلق في مخزونها المائي، كما هو الحال بالنسبة لسد بين الويدان بإقليم أزيلال، الذي نزلت حقينته إلى 11.3 في المائة، علما بأن هذا السد كان يتوفر على بحيرة عملاقة يصل عمقها في بعض النقط إلى 120 مترا.
ونفس التدهور الخطير عرفه مخزون سد المسيرة، وهو ثاني أكبر سد بالمغرب، الواقع في إقليم سطات حيث هبط معدل ملئه إلى 4.5 في المائة، علما أن هذا السد يؤمن المياه لساكنة تبلغ حاجياتها 235 مليون متر مكعب، والتي تقطن بالدار البيضاء الجنوبية والجديدة وآسفي وسيدي بنور واليوسفية وبرشيد وسطات ومراكش وبن جرير.
أما سد ابن بطوطة الذي يؤمن حاجيات ساكنة طنجة ونواحيها والذي لم يعد يضم في بداية الشهر الماضي سوى 6.5 في المائة من قدرته التخزينية، فقد أنعشت التساقطات الأخيرة حقينته التي امتلأت بنسبة 55.5 في المائة، ونفس الأمر ينطبق على سد الحاشف المسمى (9 أبريل 1947)، والذي تتم الاستعانة بمياهه لتزويد طنجة والنواحي، حيث ارتفعت نسبة ملئه من12 إلى 19.5 في المائة .
في المقابل مازالت بعض السدود تدعو للقلق، حيث لم يعد سكان مدينتي وجدة وتاوريرت في مأمن من عواقب نضوب مياه سد محمد الخامس، الذي تدهورت حقينته إلى أقل من 28.5 في المائة. ونفس الواقع ينسحب على سد تمالوت بجماعة تونفيت (إقليم ميدلت)، والذي نزلت نسبة ملئه إلى 14 في المائة .
وبإقليم تاونات، هبطت نسبة الملء في سد إدريس الأول الواقع على أحد فروع نهر سبو، إلى 24.8 في المائة. ولمواجهة هذه الأزمة المائية، بادر المغرب إلى وضع برنامج الأولويات الوطنية لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027. والذي يغطي كافة مناطق المملكة. ويتعلق الأمر بتحسين إمدادات المياه، ولاسيما من خلال بناء السدود وإدارة الطلب على المياه، وخاصة في القطاع الزراعي، وتعزيز إمدادات مياه الشرب في المناطق القروية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في ري المساحات الخضراء والتواصل والتوعية بهدف تعزيز الوعي المرتبط بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها. وقد أعطى الملك تعليماته السامية لتنفيذ هذا البرنامج الذي ستبلغ كلفته الإجمالية 115 مليار درهم.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 18/01/2023