مدريد تحاكم مغربيين كانا يستعدان لشن عمليات إرهابية بإسبانيا والمغرب

تشرع المحكمة الوطنية الإسبانية، يوم غد الأربعاء، في محاكمة مغربيين اثنين متهمين بالإعداد لشن هجمات إرهابية تستهدف إسبانيا والمغرب.
ويواجه المتهمان أحكاما بالسجن قد تصل إلى 12 سنة، وقد تم اعتقالهما في ماي 2018، خلال عملية مشتركة مع مصالح الأمن المغربية، توجت أيضا باعتقال ثلاثة آخرين بالمغرب كانوا ضمن نفس الخلية المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي. كما تطالب النيابة العامة بترحيلهما إلى المغرب بعد قضاء ثلثي العقوبة بإسبانيا.
وتكشف نتائج التحقيقات والتهم الموجهة للمعتقلين الأسلوب الذي كان يتبعه المتعاطفون مع التنظيمات الإرهابية في استقطاب أتباعهم وشحنهم نفسيا لضمان الولاء والاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية.
وفي هذا الإطار، نقلت وسائل إعلام إسبانية عن الادعاء أن المتهمين التحقا بتنظيم داعش الإرهابي منذ 2015، وقاما منذ ذلك الحين ببث مواد دعائية لفائدة هذا التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كيوتيوب، فيسبوك وإنستغرام، لاستقطاب مزيد من الأتباع، وإقناعهم بتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف إسبانيا والمغرب، وترحيلهم إلى مناطق التوتر كسوريا، العراق وليبيا.
المتهم الأول كرس نفسه لبث مواد دعائية من أجل استهداف زعماء غربيين، ويقول الإدعاء إنه كان على صلة بأعضاء الخلية الثلاثة المقيمين بالمغرب وشجعهم على القيام بأعمال إرهابية تستهدف ملاهي ليلية وحانات ومهرجانات موسيقية في طنجة، تطوان والرباط.
كما أن المتهم الثاني عبر عن عزمه استهداف قوات الأمن في إسبانيا ومؤسسات تابعة للدولة ومدنيين، واستعمال مواد متفجرة في ذلك.
ويشكل التعاون بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية في مجال مكافحة الإرهاب عبر توجيه ضربات استباقية للخلايا الموالية لداعش نموذجا في العالم، حيث أسفر عن تفكيك العديد من الخلايا وإحباط العمليات الإرهابية التي كانت قيد الإعداد، وهو ما سبق أن أقرت به إسبانيا في بلاغات رسمية.
فقد تمكنت إسبانيا، في السنوات الأخيرة، من اعتقال عشرات العناصر الذين كانوا يستعدون للالتحاق ببؤر التوتر في سوريا والعراق، وأغلب هذه العمليات تمت بتنسيق مع السلطات المغربية، وتؤكد إسبانيا رسميا أن التعاون الوثيق مع المغرب مكن من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تنشط في البلدين، وأحبطت العديد من عمليات الاستقطاب وإرسال مقاتلين إلى سوريا والعراق.
كما أن العمل المشترك بين إسبانيا والمغرب مكن من تفكيك بنى لوجستيكية مختلفة لتجنيد الإرهابيين كانت تنشط بمدن الشمال، وبالثغرين المحتلين سبتة ومليلية.
واكتست هذه العمليات أهمية أساسية بالنسبة لأمن البلدين، وارتقت بالتعاون بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمفوضية العامة للاستعلامات للشرطة الوطنية إلى مستوى التميز في العلاقات بين إسبانيا والمغرب.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 18/02/2020