مدينة العرائش تحتفي بمحمد بنعبود تكريسا لثقافة الاعتراف

 

مساهمة منها في تداول الشأن الثقافي وتكريس ثقافة الاعتراف بالفعاليات الثقافية المحلية والوطنية، تنظم جماعة العرائش بتعاون مع المركز الثقافي معرضا محليا للكتاب بموازاة مع الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية ، وذلك من 06 أبريل إلى 02 ماي 2022 ، ورشحت المبدع والسيناريست والمترجم الراحل محمد بنعبود اسما لهذه النسخة الأولى.
في البداية ، كان الموعد مع كلمات كل من رئيس الجماعة الذي اعتبر هذا العرس مساهمة من الجماعة في استقواء وتأثيث التنمية الثقافية، وترسيخا للكرامة الثقافية باستحضار الراحل محمد بنعبود ، وبالمناسبة ، زف للحضور قرار الجماعة تسمية المركز السوسيو الثقافي باسم الفقيد تكريسا لثقافة الاعتراف.
ثم توالت كل من كلمات مدير المركز الثقافي، ورئيس المجلس الإقليمي، ثم كلمة زوجة الفقيد الأستاذة «لمياء شويردي « التي افتتحت كلمتها بشكر خالص لكل المساهمين في تنظيم هذه الفعالية الثقافية، متمنية لها الاستمرارية والبقاء على قيد الحياة ، ثم ثمنت مبادرة أصدقاء المرحوم ومحافظتهم على موروثه، وعبرت عن اعتزازها بتسمية هذه الدورة باسم المرحوم ، باعتباره اسما وازنا في الساحة الثقافية محليا ووطنيا وعربيا غلى جميع المستويات، فهو الرجل العصامي الهادئ الصامت العقيق المتواضع، المستتر خلف الأضواء رغم أنه الضوء عينه، النافر من الشهرة رغم أنه أهل لها، لتنوع إنجازاته، من ترجمة لروايات كتاب عالميين نشرت في كبريات دور النشر بالوطن العربي، وكذا سيناريوهات وإبداعات روائية وقصصية في انتظار رواية جديدة ستصدر قريبا .
بعد هذه الشهادة الصادقة ومن تجاويف القلب، يأتي دور شهادات أصدقاء الفقيد الذين شاركوه وشاركهم الشأن الثقافي وحمولة صخرة سيزيف، كانت بداية الشهادات مع الشاعر مصطفى جديعة الذي اعتبر أن مثل هذه الأعراس الثقافية من شأنها بث الأمل والنور، وبخصوص الفقيد فقد كان رجل الظل والصمت والعمل الذي لا يستريح وبتفان وإخلاص، مما جعل هذه العرائش الموغلة في تاريخها تؤوب إلى سيرتها الأولى وغنجها ودلالها الثقافيين، بالرغم من قلة وبساطة الدعم .
الشاعر محمد عابد يرى أن مائدته أمست يتيمة في فضاء «كرابوتينا « بعد رحيل الشاعر محسن اخريف الشاعر والسارد بصعقة كهربائية وفي عيد الكتاب، ثم بعده يأتي خبر رحيل محمد بنعبود، أخيرا الفنان التشكيلي محمد البراق، ولم يفته استدعاء الفقيد لاعبا ماهرا لكرة القدم، وبعدها سيكتشف أن الفقيد مثقف وقاص في غاية الرشاقة ومحارب شرس للقبح .
المخرج السينمائي والتلفزي محمد شريف الطريبق الموغل في إنسانيته وجماليته، فقد أجهش بالبكاء وتعطلت لغة شهادته، وتلك هي سمة الكبار والأصدقاء الدائمين والحقيقيين .
أما الوجه الآخر للفقيد في المجال التربوي الأستاذ عبدالإلاه الطريس فاقترح أن تحمل معلمة أو مؤسسة تربوية ما بهذه المدينة العريقة اسم الفقيد الذي اجتمعت فيه كل الأطياف واستراحت ، ومجمل القول محمد بنعبود :» لا يروم إظهار نفسه، ولهذا يتبدى جليا للعيان، ولأنه لا يتفاخر، فهو يحوز المنزلة العليا، ولأنه لا يتبجح فإنه ينال الاعتراف» حسب الحكيم الصيني لاوتسو.
الشاعر إدريس علوش اعتبر أن الثوريين لا يموتون والفقيد كان ثائرا ومبدعا يزرع العدل ويحارب الجهل ، لأنه أتقن تعمير الأرض وقلب الأتربة في التربية والإبداع والترجمة، مما منحه صفة المجتهد والخلاق والباحث الممنهج، وصفة المناعة القوية حتى لا تتسرب إلى دواخله الترهات.
وانتهت خيمة الاعتراف والتكريم في جو موغل في كرامته الثقافية، خطوة أولى في انتظار أكثر من اعتراف وتكريم، لأن هذه المدينة تستحق أكثر من عرس وأكثر من تكريم لأبنائها من أدباء وفنانين ومؤرخين ومكتوين بجمرة الكتابة والإبداع ، ولا يفوتنا أن نشد على يد منسق فقرات هذا الاعتراف بحرفية ومهارة .


الكاتب : عبدالله المتقي

  

بتاريخ : 14/04/2022