مدينة سلا المليونية بدون مسابح

يطلقون عليها المدينة المليونية، وهناك من المسؤولين عن الشأن المحلي بمدينة سلا، من يفتخر بأنها ثاني مدينة في المغرب من حيث عدد السكان، وكأن ذلك من إنجازاته وفتحا من فتوحاته، مع العلم أن التباهي بتعداد سكان سلا، يفضح الغياب المخيف والمهول في بنيات تحتية تلبي حاجيات المدينة.
وفضحت الحرارة الاستثنائية التي عرفتها مدينة سلا شهر يوليوز -كباقي مدن المغرب- غياب مسابح تكون تابعة للجماعة لتصبح ملاذا متاحا للفئات الشعبية والمحتاجة تمكنها من فرصة لإطفاء حر الشمس.
غياب المسابح، يدفع بالكثير من سكان الأحياء الشعبية، وأبناء العائلات ذات الدخل المحدود إلى البحث عن قفزة في الماء، على طول الساحل الصخري الممتد من حي «سيدي موسى» إلى «حي اشماعو» و»سعيد حجي «مع ما يشكل ذلك من مخاطر على حياتهم.
وكم شهد هذا الشريط من مآس بعد ارتطام أجساد بعض الشباب بصخور الشاطئ، كل هذا ولم تحرك فيهم  دموع الأمهات الثكالى ساكنا، لإيجاد بديل للساحل الصخري من خلال إنشاء مسبح كبير، كالذي بمدينة الرباط» وعلاش لا؟؟».
والغريب أيضا أن هناك بعض المناطق على الساحل الصخري التي يمكن تحويلها إلى شواطئ صغيرة، لو توفرت الإرادة عند المسؤولين عن الشأن المحلي بالمدينة المليونية كالمنطقة المسماة «الشليرة»، والتي تحتاج إلى خلق ولوجيات حتى تجنب الراغبين في السباحة التحول إلى متسلقين للجبال.
ويظهر أن من يسير الشأن المحلي بمدينة سلا، يعدمون الأفكار في مجال تهيئة المجال، وخلق فضاءات لساكنة المدينة التي غزاها الإسمنت بشكل خطير جدا، إلى درجة أنه ليست هناك منتزهات ولا حدائق، وليست هناك ملاعب للقرب في الكثير من الأحياء، وهو ما يدفع شبابها إلى البحث عنها في أحياء أخرى مع العلم أنها كلها بالأداء، وتلك قصة أخرى.


الكاتب : عبد المجيد النبسي 

  

بتاريخ : 29/07/2023