«مذكرات مثلية» وسؤال الرقابة من جديد

 

ككل دورة من معرض الكتاب، يثار الجدل بشأن منع كتب بعينها من العرض، خاصة تلك التي تندرج في خانة الثالوث المقدس وبالتحديد ما يرتبط بالشق الديني والجنسي. اليوم، يتم منع رواية «مذكرات مثلية» لفاطمة الزهراء أمزكار بعد الإعلان عن حفل توقيع الرواية بالمعرض من طرف الناشر.
فبعد إعلان دار النشر أكورا على موقعها بالفايسبوك، قبل يومين، عن تنظيم حفل توقيع رواية «مذكرات مثلية « لفاطمة الزهراء أمزكار، يوم الأحد 5 يونيو، أثير الجدل من جديد بين الرافضين لطرح موضوع المثلية، حيث أدلى كل بدلوه من بينهم السلفي حسن الكتاني الذي علق بكون الكاتبة «(..) تجاهر بفسقها وانحرافها عن الفطرة وتحمل اسم سيدة نساء العالمين» مضيفا: «معرض الكتاب هذه السنة في المغرب ينشر كتب الكفر والفجور والعهر بين أبنائنا بكل وقاحة، وبالمقابل يضيق على كتب الدين والفضيلة» ، فيما تفاعل مع قرار المنع، بحماس شديد، أمين عام حزب إسحاق شارية، حيث كتب تدوينة يقول فيها «مرة أخرى يثبت السيد الوزير المهدي بنسعيد عن حس سياسي رفيع، وسرعة في الاستجابة والتفاعل مع نبض الفايسبوك والمعارضة، وهو ما تجلى واضحا في سرعة اتخاذه لقرار حذف كتاب «مذكرات مثلية» من المعرض الدولي للكتاب لما يشكله من دعوات للأطفال والقاصرين المغاربة على ارتكاب الشذوذ والفساد وهو ما يجرمه القانون الوطني والدولي»
في المقابل، انبرت الأصوات المدافعة عن حرية الابداع معتبرة هذا القرار، بداية نحو إقبار الأصوات المنتصرة للإبداع والاختلاف، حيث علقت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش على القرار بقولها إن «ممارسة الرقابة على النشر ستكون أمرا غير منطقي، كل الأشياء تمرُ عن طريق التواصل الإجتماعي التي لا يمكن مراقبتها».  فيما علق الناقد الجمالي عز الدين بوركة بالقول : «بدأ معرض الكتاب بالرباط هذه السنة بمنع توقيع هذه الرواية، استمالة لذوي اللحى.. عن أي حداثة نتحدث ؟عن أي معرض كتاب نتحدث هذه السنة؟ هل ستمنع كتب هشام نوستيك، وكتب فكرية حداثية، وكتب تفصل في التاريخ الإسلامي والديني، وكتب علمية لا يؤمن بها المتأسلمون أيضا؟؟
هل قد بات المعرض معرضا للكتب الإسلامية فحسب؟»
وفي تعليلها لقرار المنع، صرح مصدرر من إدراة المعرض أن سبب منع الرواية يعزى الى «الطريقة التي أدخل بها الكتاب للمعرض، حيث لم يكن في اللائحة الاولى المقدمة للمعروضات، ولم يمر عبر اللائحة المدلى بها قبل العرض، فدخل بالتالي بطريقة غير قانونية» ليتم سحب النسخ الأربعين التي دخلت المعرض.
دار النشر المعنية «أكورا للنشر والتوزيع»، من جهتها، أصدرت صباح أمس بلاغا بخصوص سحب رواية «مذكرات مثلية»، اعتبرت فيه أن إدارة المعرض التي منعت الرواية «رغم حرصها على الحفاظ على الهامش الواسع من الحرية، وعدم الحد منها في ما يخص الكتابة الإبداعية»، إلا أنها «وككل إدارات المعارض وعندما يثير بعض المتفذلكين والظلاميين هجوما مقصودا، مستغلين عنوان عمل إبداعي، لم يقرأوه، فمن الطبيعي أن تعمل أي ادارة معرض على سحب الكتاب وإرجاعه لمتخصصين لديها حتى يتاح لها الاطلاع عليه، وتحديد الرأي الواضح والصائب الذي ينتصر للحرية والإنسان وحق المبدع في إبداعه» مؤكدة أنها في انتظار القرار النهائي
وفي انتظار القرار الأخير نتساءل: هل ستنتصر الحرية أم الرقابة؟.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 04/06/2022