مرت أربعة أشهر عن الموعد المحدد و الطوبيسات الجديدة لم تلج الدارالبيضاء بعد

 

كان من المفروض أن يصل أسطول الحافلات الجديدة إلى شوارع العاصمة الاقتصادية وباقي الجماعات المحيطة بها ، في شهر شتنبر الماضي. وها نحن نستقبل السنة الجديدة بذات الحافلات القديمة . وكان هذا الوعد والموعد قد ضربته رئيسة مؤسسة التعاون بين الجماعات إلى جانب رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء ، مباشرة بعد التعاقد مع شركة ألزا التي فوض لها أمر تدبير قطاع النقل الحضري بواسطة الحافلات ، والتي عمدت باتفاق مع المسؤولين إلى توفير حافلات مستعملة وأخرها ورثتها عن الشركة السابقة « مدينة بيس « ، في فترة انتقالية لن تتعدى شهر شتنبر من سنة 2020 ، حيث سيتم اقتناء حافلات جديدة ذات جودة عالية وأخرى صديقة للبيئة ، لتنطلق في نقل المواطنين في مطلع السنة الحالية ، وتم بالفعل إبرام صفقة سيتم من خلالها اقتناء 700 حافلة ، منها 200 حافلة سيتم تصنيعها محليا من قبل شركة « إريزا « الكائن مقرها بالصخيرات ، فيما سيتم استيراد 500 حافلة من شركة « ميرسيدس « الكائن مقرها بدولة تركيا ، على أساس أن تؤدى كلفة التصنيع مناصفة بين مؤسسة التعاون بين الجماعات وشركة ألزا المدبرة للقطاع داخل الجماعات المنضوية تحت مجلس التعاون وهي بالإضافة إلى مدينة الدارالبيضاء ، المحمدية وعين حرودة وبوسكورة ومديونة وتيط مليل وسيدي حجاج والنواصر ودار بوعزة والمجاطية..، كما تم الاتفاق في ذات الصفقة على اقتناء 160 حافلة من فئة 18 مترا ، ستؤدى تكلفتها أيضا مناصفة بين مؤسسة التعاون وشركة ألزا ، وتبلغ تكلفة الصفقة إجمالا 900 مليون درهم ، بالإضافة إلى 108 مليون درهم خاصة بنظام التذاكر ، و72 مليون درهم اخرى خاصة بنظام المساعدة على الاستغلال .
التأخر في احترام الموعد المضروب للبيضاويين يبدو جليا أن مرده لعدم توفر المال ، خاصة إذا علمنا أن جل الجماعات المكونة لمؤسسة التعاون بين الجماعات قد التزمت بدفوعاتها المالية ، إلا جماعة الدارالبيضاء التي لها حصة الأسد وكانت السلطات قد أسقطت ميزانيتها المصادق عليها في دورة اكتوبر لعدم احترام الجماعة لالتزاماتها فيما يخص النفقات الإجبارية والتي على رأسها قطاع النقل الحضري ، لتضطر إلى خوض دورة استثنائية سيظهر خلالها ، أن الجماعة لم تدفع مليما واحدا في صفقة اقتناء الحافلات، وهو الأمر الذي ظل مسكوتا عنه كل هذه المدة ، وتقرر رغما عنها توفير 4 ملايير في دورتها الاستثنائية ستخصمها من دفوعات أقساط قروض البنك الدولي ، ولكنها مازالت لم تخبر البنك بذلك علما أن قرض البنك يجب أن يذهب في اتجاه اتفاقات محددة معه سابقا ، فهل يقبل البنك الدولي بتخريجة الجماعة ؟ هذا ما ستكشفه الأيام لكن الأكيد أن شوارع الدارالبيضاء ستظل تجتر هذه الحافلات المهترئة لوقت أطول .


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 05/01/2021