مرحبا 2022 : نموذج للتعاون الدولي حول الهجرة

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي‮ ‬والمغاربة المقيمين بالخارج،‮ ‬ناصر بوريطة،‮ ‬أن الوزارة انخرطت،‮ ‬إلى جانب باقي‮ ‬السلطات والفاعلين الحكوميين والمتدخلين الآخرين،‮ ‬في‮ ‬العمل على تنسيق الجهود وتحضير الشروط الملائمة لإنجاح عملية‮ “‬مرحبا‮ ‬2022‮”.‬
وأبرز بوريطة،‮ ‬في‮ ‬معرض جوابه عن سؤال محوري‮ ‬حول‮ “‬الاستعداد لعملية مرحبا‮ ‬2022‮” ‬ضمن الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب،‮ ‬أن تأطير العملية‮ ‬يتم بشكل مكثف على مدار الأسبوع،‮ ‬ذهابا وإيابا،‮ ‬بمتوسط‮ ‬35‮ ‬ألف شخص و4500‮ ‬مركبة‮ ‬يوميا،‮ ‬ويصل هذا العدد إلى‮ ‬66‮ ‬ألف شخص أسبوعيا في‮ ‬فترة الدروة،‮ ‬مما‮ ‬يتطلب تدخل العديد من الفاعلين‮.‬
ورجح الوزير أن تعرف عملية العبور‮ “‬مرحبا‮ ‬2022‮” ‬تزايدا ملحوظا في‮ ‬أعداد الوافدين بالمقارنة مع السنتين الماضيتين‮.‬
وبخصوص التدابير،‮ ‬التي‮ ‬تشتغل عليها الوزارة مع باقي‮ ‬الفاعلين،‮ ‬أشار الوزير إلى أنها تنقسم إلى خمسة محاور‮ ‬يتمثل الأول في‮ “‬تجويد الخدمات القنصلية لمواكبة عملية مرحبا‮ ‬2022‮”‬،‮ ‬لاسيما من خلال إحداث‮ “‬خلية‮ ‬يقظة مركزية‮” ‬على مستوى الوزارة لتتبع سير عملية العبور بالتنسيق مع سلطات بلدان الاستقبال والسلطات المغربية المختصة ضمن اللجنة الوطنية،‮ ‬والتعبئة الاستثنائية لمصالح قطاع المغاربة المقيمين بالخارج لمواكبة واستقبال المرتفقين من مغاربة العالم‮.‬
ويشمل هذا المحور أيضا افتتاح و كالات قنصلية متنقلة في‮ ‬موانئ العبور من بداية العملية الى نهايتها لتقديم خدمات إدارية وخدمات الإرشاد والمساعدة بشكل مستمر،‮ ‬وتعزيز الموارد البشرية والمادية للمراكز القنصلية،‮ ‬خاصة بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا،‮ ‬بأعوان ومستخدمين عرضيين خلال عملية العبور وتأمين المداومة أيام السبت والأحد وأيام العطل الرسمية بالمراكز القنصلية،‮ ‬وتنظيم الأبواب المفتوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع و أيام العطل ببلدان الاستقبال،‮ ‬وذلك لتيسير الحصول على الخدمات القنصلية لفائدة أفراد الجالية‮.‬
كما‮ ‬يتضمن تدعيم مركز الاتصال القنصلي‮ ‬للتعامل مع طلب المواطنين المتزايد على المعلومة والاستجابة بالعربية ولغات بلدان الاستقبال،‮ ‬فضلا عن الاستمرار في‮ ‬الإصلاحات الهيكلية التي‮ ‬تقوم بها الوزارة على مستوى تنزيل مخطط الإصلاح القنصلي‮ ‬من خلال الانتقال التدريجي‮ ‬نحو الرقمنة والسعي‮ ‬لتطوير الأداء القنصلي‮.‬
أما المحور الثاني،‮ ‬يضيف الوزير،‮ ‬فيتعلق بـ‮ “‬الانسيابية في‮ ‬حركية التنقل‮”‬،‮ ‬وقد عرف اعتماد مخطط للنقل البحري‮ ‬يعبئ‮ ‬32‮ ‬سفينة على مجمل الخطوط البحرية التي‮ ‬تربط الموانئ المغربية بنظيرتها في‮ ‬كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا،‮ ‬وذلك بطاقة استيعابية أسبوعية تناهز‮ ‬478‮ ‬ألف مسافر و123‮ ‬ألف سيارة،‮ ‬كما تم تفعيل الحجز المسبق للتذاكر،‮ ‬قصد معرفة عدد المسافرين مسبقا واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان الانسيابية‮. ‬وتمثل الخطوط البحرية مع إسبانيا‮ ‬95‮ ‬بالمئة من المسافرين خلال عملية مرحبا‮.‬
أما بخصوص النقل الجوي،‮ ‬يضيف بوريطة،‮ ‬فقد تمت تقوية العرض من خلال الزيادة في‮ ‬عدد الرحلات بالنسبة للخطوط التي‮ ‬تعرف إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة،‮ ‬وفتح خطوط جديدة استثنائية تربط بين مدن المملكة وعدد من بلدان الإقامة،‮ ‬مضيفا أن النقل البري،‮ ‬من جهته،‮ ‬تميز بـالترخيص لمجموعة جديدة من الشركات لتشغيل حافلات نقل المواطنين المغاربة المقيمين بأوروبا،‮ ‬كما تم وضع دليل حول شركات النقل البري‮ ‬المعتمدة،‮ ‬وكذا دفتر تحملات خاص‮.‬
وبالنسبة للمحور الثالث المتعلق بـ‮ “‬تعزيز البنيات التحتية واللوجستية والخدمات‮”‬،‮ ‬أكد المسؤول الحكومي‮ ‬أنه تم تخصيص مبلغ‮ ‬مالي‮ ‬يقدر بـ‮ ‬200‮ ‬مليون درهم لتطوير وتدبير وتحديث الموانئ،‮ ‬منها‮ ‬157‮ ‬مليون درهم لميناء طنجة المتوسط،‮ ‬كما تم تنفيذ برنامج‮ ‬يهدف إلى تطوير آليات الاستقبال وتعزيز الخدمات،‮ ‬مشيرا إلى أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن وضعت،‮ ‬بتعليمات ملكية،‮ ‬مخططا خاصا تم بموجبه تحديث ما‮ ‬يناهز‮ ‬20‮ ‬مركزا للاستقبال،‮ ‬منها‮ ‬14‮ ‬داخل التراب الوطني،‮ ‬و6‮ ‬في‮ ‬الخارج،‮ ‬وكذا تعبئة‮ ‬1200‮ ‬من العناصر البشرية المؤهلة والمتخصصة،‮ ‬تشمل‮ ‬300‮ ‬إطار طبي،‮ ‬و800‮ ‬مساعد اجتماعي،‮ ‬و100‮ ‬متطوع‮.‬
وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالمحور الرابع الخاص بـ‮ “‬السلامة والأمن‮”‬،‮ ‬سجل الوزير،‮ ‬أنه تم توفير الموارد البشرية الكافية لتأطير عملية العبور خلال الفترة الصيفية من خلال تعبئة العدد اللازم من عناصر الأمن والجمارك والدرك والقوات المساعدة،‮ ‬وتعزيز آلية المراقبة كصيانة وتجهيز المعابر الحدودية بمعدات الكشف الإلكتروني‮ ‬والماسحات الضوئية‮.‬
وبخصوص الأمن الصحي،‮ ‬أشار الوزير إلى أنه سيتم تسهيل عودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن،‮ ‬حيث وضعت السلطات المغربية المختصة بروتوكولا صحيا ميسرا ومرنا‮ ‬يتمثل في‮ ‬شرط التوفر إما على شهادة التلقيح أو على كشف سلبي‮ ‬لاختبار كوفيد‮ (‬PCR‮) ‬تم إجراؤه قبل‮ ‬72‮ ‬ساعة من موعد السفر‮.‬
وحرصا منها على توفير سبل الوقاية من انتشار محتمل لفيروس كورونا أو أي‮ ‬مرض آخر،‮ ‬يضيف المسؤول الحكومي،‮ ‬ستعمل السلطات المغربية على ضمان توفير طبيب ومكان للعزل عل متن كل باخرة‮.‬
أما المحور الخامس الخاص بـ‮ “‬التواصل والمواكبة الإدارية خلال فترة الإقامة بالمغرب‮”‬،‮ ‬فقد أوضح بوريطة أنه سيتم تفعيل الشباك الخاص بالمغاربة المقيمين بالخارج لدى الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية،‮ ‬وتنظيم احتفال باليوم الوطني‮ ‬للمغاربة المقيمين بالخارج،‮ ‬الذي‮ ‬يصادف‮ ‬10‮ ‬غشت من كل سنة‮.‬
وأشار إلى أنه سيتم إعداد برنامج ثقافي‮ ‬متنوع بالمغرب لفائدة مغاربة العالم من طرف مختلف المتدخلين،‮ ‬حيث سيقوم قطاع المغاربة المقيمين بالخارج بتنظيم النسخة الصيفية من الجامعات الثقافية بمدينة طنجة،‮ ‬بمشاركة‮ ‬50‮ ‬شاب وشابة‮.‬
‮/ ‬وقال الوزير‮ ‬إن عملية‮ “‬مرحبا‮” ‬تعد نموذجا متفردا للتنسيق الثنائي‮ ‬والإقليمي‮ ‬بين المغرب ومجموعة من الدول‮.‬
وأوضح‮ ‬أن الكل‮ ‬يتعبأ من خلال تسهيل المساطر الإدارية عند العبور وتحسين الخدمات على متن البواخر والطائرات وفي‮ ‬الطرق التي‮ ‬يستعملها أفراد الجالية المغربية،‮ ‬مؤكدا أن عملية مرحبا تعتبر نموذجا للتعاون الجيد بين المملكتين المغربية والإسبانية‮.‬


بتاريخ : 04/06/2022