مستواهم مذهل ولا يصدق ويحتلون المراتب الأولى في مسابقات كليات أو مدارس «العلوم التطبيقية و «Centrale Supélec»

صحيفة «لوفيغارو » تشيد بأداء
الطلبة المغاربة بفرنسا

 

أشادت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بمستوى الطلبة المغاربة في مدارس المهندسين في فرنسا، واصفة أداءهم في امتحان ولوج هذه المدارس وفي العلوم الرياضية بـ»المذهل» و»لا يصدق».
وبشهادة أساتذة التقتهم «لوفيغارو» يتميز الطلبة المغاربة البالغ عددهم بمدرسة «البوليتيكنيك»، التي تعتبر من أكثر المدارس شهرة في فرنسا، 160 طالبا مغربيا اختار 110 منهم التخصص في مجالات الهندسة، بمستوى عال في العلوم الرياضية والفيزيائية. وتعود أسباب تميز هؤلاء الطلبة حسب الصحيفة إلى « جودة التكوين المقدم في المدارس المغربية لاسيما في الأقسام التحضيرية للمدارس العليا العمومية.
ويتابع 22933 طالبا مغربيا دراستهم في فرنسا خلال الموسم الدراسي 2020 -2021، ويطمح هؤلاء إلى الحصول على شهادة جامعية تضمن لهم وظيفة في مؤسسات عمومية مغربية بعد التخرج.
وأفادت «لوفيكارو» إن أكثر من 300 طالب مغربي تخرجوا من مدرسة «البوليتكنيك» بينهم أسماء تولت حقائب وزارية وإدارة عدد من المؤسسات العمومية المغربية.
الطلبة المغاربة في الخارج يشرفون المغرب بالنجاحات الدراسية التي يحققونها في العديد من البلدان الأوروبية، ولاسيما في مواد صعبة من قبيل الرياضيات والفيزياء، مادتان شهدتا تألقا واضحا للطلبة المغاربة في المسابقات الدراسية التي اعتادوا المشاركة وتمثيل بلدهم الأم فيها، من قبيل مسابقات كليات أو مدارس «العلوم التطبيقية» أو «CentraleSupélec» التابعة لجامعة باريس-ساكلاي، حيث أبانوا أن العقول المغربية وتحديدا الشابة منها، لها وزنها التعليمي والتثقيفي الوازن، وأن الطلبة المغاربة قادرون على إثبات أنفسهم في الخارج.
الصحيفة الفرنسية قدمت كمثال على هؤلاء الطلبة المتفوقين محمد العسري (21 سنة)، وهو طالب مغربي بشعبة الهندسة في «تيليكوم باريس» (Télécom Paris)، الذي صرح أنه : «والطلبة الفرنسيون، كنا سواسية من حيث صعوبة أو مستوى الامتحان، غيرأنني كنت جد مستعد له، ما أمكنني من التفوق فيه مقارنة بزملائي الفرنسيين»، محمد العسري لم يدرس بإعدادية «لويس لو غرون» (Louis-Le-Grand) في باريس على غرار الآخرين، وإنما درس بإعدادية «بنغرير» بضواحي مدينة مراكش، تحديدا ب»المدينة الخضراء» محمد السادس، وهي مدينة «المعرفة و الابتكار» التي أنشأها المكتب الشريف للفوسفاط سنة 2009، حيث درس بالإعدادية التي افتتحت سنة 2015، وليكون من بين 11 مختارا من الملتحقين بمدرسة «العلوم التطبيقية».
وبحسب ما صرحت به الجهات الفرنسية فإن ما يقرب من 45 ألف تلميذ ما بين 2020-2021،، كما أن 13% منهم قد اختاروا مدارس الهندسة كوجهة دراسية لهم. يصرح فيليب دوفروك، نائب المدير العام لCentraleSupélec، بأنه : «في المغرب، تعتبر دبلومات أو شهادات الهندسة، جواز الالتحاق الذهبي بالنخبة الحاكمة في هذا البلد. سيكون للطلبة الملتحقين بمؤسساتنا، القدرة على خلق مشاريعهم الخاصة كما الحال لمزاولة المهن المرتبطة بالهندسة، لكن ستكون بين أيديهم الورقة الرابحة لإظهار قدراتهم القيادية، ولما لا ولوج عالم السياسة»، ويتابع : «لكن ما سيمكنهم من ذلك، كل من القرب الفرونكوفوني والثقافي، وهي سمات تلعب دورا مهما أيضا في نجاحهم».
ويقدر عدد المنتسبين من الطلبة المغاربة، لمدرسة العلوم التطبيقية لوحدها، حسب الصحيفة ، بقرابة 300 عضو في الجمعية المغربية للطلبة القدامى في تلك المؤسسة، من بينهم أسماء وازنة على الساحة السياسية والقيادية المغربية، من قبيل : «محمد الدويري» (أول خريج مغربي من المدرسة المتعددة التكنولوجيا سنة 1948)، «محمد قباج»، «إدريس بنهيمة» (الرئيس العام للخطوط الملكية المغربية ما بين 2006-2016).
وأرجعت الصحيفة الفرنسية أسباب النجاح المغربي الدراسي بفرنسا، لقرب النظامين الدراسيين من بعضهما البعض، علاوة على الأقسام التحضيرية المنتشرة في المغرب، حيث يعتبر مستوى التفوق في علوم الرياضيات فيها مرتفعا للغاية. تقول «غايل لو جروف»، مديرة العلاقات الدولية بالمدرسة المتعددة التكنولوجيا : «يمتاز الطلبة المغاربة بتكوينهم القوي في مجال الرياضيات والفيزياء، لذلك فإن مستواهم الدراسي بهما مدهش للغاية».
من جهته صرح «مصعب مستغيث»، الطالب ب»المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي» (Ensea) ب»سيرجي»، و رئيس «جمعية مغاربة المدارس الكبرى» (AMGE)، و الحاصل أيضا على الباكالوريا في شعبة العلوم الرياضية، بالقول : «عند التحاقي بالأقسام التحضيرية في فرنسا، كنت قد ولجت من قبل أثناء تموقعي في المغرب، العديد من الدورات التي وفرت لنا في الفصول الدراسية الإعدادية الأولى»، وتعقب غايل بالقول : «إن الطلبة المتميزين، تغلب عليهم صفة الفوز بالجوائز والمسابقات في المجال، كما تغلب عليهم القدرة القيادية الممتازة للفرق المشاركة التابعة لهم».
وعليه، وأثناء بدايات السنة الدراسية، تمكن كل من «عصام تاويل» و»أيمن الشغراوي»، وهما طالبان بشعبة البوليتيكنيك، من الفوز بالميداليات الذهبية في الأولمبياد الرياضي الدولي، ويسعى محمد العسري، كما الحال بالنسبة لإخوته من الطلبة المغاربة، إلى أن يخوض التجربة الفرنسية أو الأجنبية بدوره قبل العودة إلى أرض الوطن، راميا أن يصبح مهندسا في مجال «علوم البيانات»، لكونها مهنة المستقبل في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط.


الكاتب : المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 23/12/2021