مصطافون ينتقدون وضعية النظافة وعددا من السلوكات المزعجة : بيضاويون يطالبون بـ «تحرير» شاطئ عين الذئاب وبتأمين التجول على كورنيشه

 

يُجمع جلّ البيضاويين على رأي واحد يتمثل في كون شاطئ عين الذئاب يعتبر الملاذ الوحيد لهم داخل المدينة في أيام الصيف، حيث ارتفاع درجات الحرارة والبحث عن الاستجمام بـ «أقل تكلفة»، بالنسبة للأسر الفقيرة والمتوسطة عل حد سواء، نظرا لأن حالة الغلاء التي تعرفها البلاد، جعلت الجميع على قدم المساواة في سلّم الفقر؟
شاطئ، يعرف إقبالا كبيرا خلال أشهر الصيف، بل وحتى قبلها بقليل، إذا ما أن تشرع درجات الحرارة في الارتفاع حتى يحج إليه عشاق البحر، بحثا عن مساحة للعب والسباحة والاستجمام، وكذا للتجول والنزهة على امتداد الكورنيش، لكن هذه الزيارة تعتريها في كثير من الحالات عدد من الإشكالات التي تحوّلها من لحظة للراحة والسكينة والهدوء إلى لحظة للاستفزاز والغضب وصعود «الأدرينالين» الذي قد يؤدي إلى ما لاتحمد عقباه، خاصة في ظل غياب واضح للجهات المختصة التي من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها وأن تعمل على حماية حق المواطن في الاستجمام في مكان عام، يجب أن يحتضن الفقير والميسور لا أن تشمله هو الآخر «الخوصصة»، من لحظة ركن السيارة إلى ولوج الرمال بحثا عن مكان، قد لا يجده الزائر بحكم عملية «الحجز» على الرمال ونصب الشمسيات ووضع الطاولات والكراسي عليها، والتي من أجل الاستفادة منها يجب أداء المقابل!
سلوكات أضحت تفرض نفسها وتتكرر في كل موسم اصطياف، بشكل يطرح علامات استفهام عديدة عن الجهات الراعية لمثل هذه الممارسات، رغم الشكايات المتكررة للمواطنين وضدا عن حالات المشاحنات والشجار وحتى الاعتداءات التي يتعرض لها مواطنون، اصطحبوا أسرهم وأطفالهم، هربا من حرارة طقس مرتفعة ليجدوا حرارة أشد ارتفاعا، قد يكون لها ما بعدها. ويطالب عدد كبير من البيضاويين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعبر شهادات استقتها «الاتحاد الاشتراكي» في جولة بشاطئ عين الذئاب، بالتدخل الصارم لحماية حقوق المواطنين وحفظها من التعسف والجشع ومن العنف المادي والمعنوي الذي يتعرضون له في أكثر من مناسبة خلال توجههم لشاطئ بات مصادرا وتم وضع اليد عليه من قبل «مضاربين» يتحكمون في كل شبر وحفنة من رماله؟
مطالب، تشمل كذلك وضعية كورنيش عين الذئاب الذي شهد بكل تأكيد تغييرا خلال السنوات الأخيرة، وبات يكتسي حلة جميلة، لكن جماله يظهر على أنه يكون مناسباتيا وظرفيا فقط، بفعل وضعية أشجار النخيل المعتلة، التي تطبع كآبة على المشهد، إضافة إلى النظافة التي تعتبر هي الأخرى مشكلا بيئيا، والتي يساهم في وضعها المتردي عدد من السلوكات الصادرة عن المواطنين أنفسهم والتي تفتقد لحسّ المواطنة، التي تطال حتى التجهيزات المختلفة التي يتم العبث بها وإتلافها وتخريبها، في غياب أي محاسبة أو رادع لزجر مثل هذه السلوكات الشائنة.
كورنيش، أصبح السير على رصيفه محفوفا بالخطر، مخافة التعرض لحوادث قد يكون سببها حصان جانح، أو دراجة نارية أو كهربائية «تروتينيت»، أو دراجة هوائية، أو ألواح لـ «التزلج» وغيرها من الوسائل المستعملة بشكل تعسفي على رصيف المشاة، مما يعّرض الصغار والكبار للخطر في كل وقت، أو للشتم والتهديد في حالة محاولة ثني أصحابها عن أفعالهم؟ وينضاف إلى سلسلة المشاكل التي ترخي بظلالها على عين الذئاب بحرا وكورنيشا، إشكالية مواقف السيارات، فبالرغم من تلك التي تم إحداثها من طرف مجلس المدينة، فإن الاكتفاء بركن السيارات على رصيف واحد، يجعل من زيارة المكان مستعصية وتدفع الكثيرين إلى البحث عن وجهة أخرى أو ركن سياراتهم بعيدا بكيلومترات ليست بالهيّنة.
إن ما يعيشه «عين الذئاب» من مظاهر متعددة للفوضى، تجعل الكثيرين يُحرمون من هذا الفضاء الذي يجب أن يكون متاحا ولوجه دون قيود لكل المواطنات والمواطنين، لكن استمرار «احتضان» أصحاب هذه الفوضى ورعايتها وحمايتها من كل تدخل، يجعل السلطات المختصة والمعنية موضع مساءلة عن مدى قيامها بأدوارها من عدمه، وعن حصيلة التدخلات التي تم القيام بها، إذا ما كانت هناك من تدخلات، لإعادة الأمور لنصابها؟


الكاتب : عزالدين زهير

  

بتاريخ : 18/07/2023