مطالب باتخاذ التدابير المناسبة للحد من تفشّي العدوى .. هل يُفرغ أوميكرون مدرجات الكليات المكتظة من الطلبة؟

 

يسود نقاش كبير وقلق عارم الساحة الطلابية بمجموع الكليات المتواجدة على امتداد جغرافية المملكة، بعد تسجيل أول حالة للإصابة بالمتحور أوميكرون وإعلان وزارة الصحة عن الاشتباه في إمكانية تسجيل حالات أخرى، خوفا من أن تتحول المدرجات إلى بؤر ومصدر لانتشار وتفشّي العدوى بشكل كبير، خاصة وأن كل المشاهد القادمة من مختلف الكليات تؤكد وجود حالة اكتظاظ كبيرة من أجل متابعة المحاضرات، في غياب أي شكل من أشكال التدابير الوقائية، سواء تعلّق الأمر بالوضع السليم للكمامات أو التباعد الجسدي، هذا الأخير الذي بات تطبيقه أمرا مستحيلا في ظل الازدحام الكبير.
وطالب العديد من الطلبة مسؤولي الجامعات اعتماد تدابير تمكّنهم من مواصلة تعلمهم، مع الحفاظ على صحتهم وسلامتهم، هم وأسرهم، مشددين على ضرورة الاستفادة من تجربة التعليم عن بعد وتفعيلها، خاصة وأن المغرب قد قطع أشواطا مهمة في درب الرقمنة. وأوضح عدد من المعنيين في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن هناك من الطلبة من لم يحصل بعد على أية جرعة، أو اكتفى بجرعة واحدة أو اثنتين على أبعد تقدير، ولم يستكمل مساره التلقيحي، كما أن هناك أفرادا من أسرهم يسري عليهم نفس الوضع، ومنهم من رفض التلقيح لاعتبارات خاصة، الأمر الذي سيصبح معه الجميع عرضة للعدوى، خاصة وأن كل التقارير العلمية والتصريحات الرسمية تؤكد أن المتحور أوميكرون سريع الانتشار مقارنة بدلتا وبالفيروس الأصلي، وهو ما يعتبر بمثابة ناقوس خطر، يعطي فكرة عن الوضعية التي يمكن أن تصبح عليها المؤسسات الصحية، ومصالح الإنعاش والعناية المركزة تحديدا، في حالة ما إذا أصبحنا في مواجهة موجة وبائية جديدة؟
وباشر طلبة مجموعة من الكليات عملية استفتاء رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، رجّحت كفة المطالبين بالعودة لنمط التعليم عن بعد، لأن من شأن هذه الخطوة، التقليص من أعداد مستعملي مختلف وسائل النقل العمومية من أجل التوجه إلى الكليات ، التي يمكن أن تكون هي الأخرى فضاء لانتقال العدوى، وتجاوز حالة الاكتظاظ التي تعرفها المدرجات منذ انطلاق الموسم الجامعي الحالي، وهي الخطوة التي من شانها تحصين الجميع، طلبة وأساتذة وإداريين وأسرهم، وللحيلولة دون توفير بنية حاضنة للفيروس قادرة على منحه دعامات إضافية تفسح له المجال للتحور أكثر، في ظل وجود اختلاط كبير بين فئات ملقّحة وأخرى غير ملقّحة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/12/2021