مطالب للمختبرات الدوائية باحترام التزاماتها تجاه المواطنين وتوفير الأدوية التي تعاني الخصاص

خبراء يؤكدون أن عدد المصابين بأوميكرون أكبر ومرضى المنازل يشكلون بؤرا متنقّلة

 

زادت دائرة انتشار الجائحة الوبائية اتساعا خلال الأيام الأخيرة، وارتفعت أرقام الإصابات والوفيات على حد سواء، منذرة بعواقب وخيمة إذا ما استمر الوضع على هذا الشكل، وإذا لم تتم العودة إلى التطبيق الفعلي والمسؤول للتدابير الوقائية الكفيلة بالحد من انتشار العدوى، وفقا لتأكيدات مجموعة من المختصين في الشأن الصحي، الذين شددوا في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن قراءة الوضع الوبائي اليوم لا تعتمد فقط على الأرقام الرسمية التي تعلن عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية للمصابين الذين تم حصرهم، سواء المتواجدين في مصالح الإنعاش والعناية المركزة أو في منازلهم، وكذا للحالات التي فارقت الحياة، لأن هناك مرضى تعرضوا للإصابة بالمتحور دلتا أو أوميكرون، ويرقدون في منازلهم دون أن يكونوا قد خضعوا لاختبار الكشف عن الفيروس.
ونبّه عدد من الأطباء في تصريحات متفرقة للجريدة إلى أن عددا كبيرا من المرضى، أضحوا يتوجهون صوب الصيدليات لصرف البروتكول العلاجي، الذي بات بمثابة الوصفة الجاهزة، حيث يقتنون مضادا حيويا بعينه إضافة إلى فيتامينات ومكملات غذائية وأدوية مكونة من الباراسيتامول وأخرى مضادة لتخثر الدم، ويستعملون هذه الأدوية دون الحاجة إلى التوجه صوب المختبرات المختصة لإجراء الكشف عن الفيروس. ووجد عدد من المواطنين أنفسهم يقدمون على هذه الخطوة، سواء أكانوا مصابين بحالة زكام أو بكوفيد بفعل تشابه الأعراض من جهة، ولكون عدد منهم ضجر من كثرة القيام بنفس الاختبار لمرات متعددة منذ دخول الجائحة لبلادنا، وتعذر ذلك في المراكز الصحية العمومية في كثير من الحالات.
وضعية اعتبرها عدد من المختصين غير صحية، خاصة إذا ما لم يقم المرضى بعزل أنفسهم، وظلوا على تواصل مع محيطهم الداخلي والخارجي على حد سواء، لأنهم يصبحون ناقلين للعدوى إذا ما كانوا فعلا مصابين بكوفيد 19، وهو ما يسمح للوباء بالتمدد أكثر. وأكد عدد من الصيادلة أن الوضع الصحي في بلادنا خلال الأيام الأخيرة ليس سليما، إذ أن الكثير من المرضى يترددون على الصيدليات طلبا لأدوية مضادة للزكام والتعفنات الفيروسية، خاصة من طرف فئات هشة اجتماعيا وصحيا، تؤكد صعوبة عرض نفسها على الأطباء في مجموعة من المستشفيات العمومية بسبب حالات الاكتظاظ وغياب إجراءات تسهل هذه الخطوة من طرف بعض المهنيين الذين يعانون بدورهم من الضغط المتواصل، مما أصبح معه الفحص السريري والفحص باعتماد الاختبارات أمرا مستعصيا، إضافة إلى عدم قدرتهم على التوجه صوب القطاع الخاص.
ونبّه صيادلة في تصريحاتهم للجريدة على ضوء الوضعية الوبائية اليوم، إلى أن الخصاص في الأدوية بات مهولا، وأصبح من النادر العثور على دواء بعينه، علما بأن مخزون الأدوية يجب أن يكون متوفرا لمدة معينة بشكل استباقي، الأمر الذي لا يتحقق على أرض الواقع خاصة عند ظهور كل موجة وبائية جديدة. واستنكر المتحدثون عدم انخراط مجموعة من مختبرات الصناعة الداوئية في إيجاد حلول لهذه المشاكل التي باتت تتكرر، مبرزين أن هناك من المختبرات من لا يزال يقوم بجرد داخلي منذ الأسبوع الأول من دجنبر إلى اليوم، واهتمامه غير منصب لتوفير الأدوية التي ظل ملتزما بتصنيعها !؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 11/01/2022