معاناة المغاربة مع اختفاء أنواع مختلفة من الأدوية تتواصل : انقطاع «هرمون للنمو» يعمق آلام المرضى عضويا وماديا ويهددهم بمزيد من «التقزم»

 

تتواصل معاناة وآلام المرضى وأسرهم مع اختفاء أنواع مختلفة من الأدوية التي تغيب عن رفوف الصيدليات بشكل مفاجئ ودون سابق إشعار، في الوقت الذي بات النقاش حول ضرورة توفير الدواء يحظى بأهمية كبيرة، خاصة بعد الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، التي أكدت ضرورة بذل كل الجهود من أجل الانتقال من مرحلة الحفاظ على الأمن الدوائي إلى مرحلة السيادة الدوائية.
معاناة يتكبّدها هذه المرة مرضى صغار مع أسرهم بسبب اختفاء دواء يوصف بالنسبة لمن يعانون من ضعف النمو، الذين قد يكون نموهم طبيعيا في السنتين الأولى بعد الولادة ثم يتوقف جزئيا أو كلّيا، وهو ما يدفع الأطباء المختصين لتحرير وصفات طبية تدعو لاستعمال «الهرمون البديل» الذي من شأنه أن يعوض الخصاص في هذه المادة في جسم المريض.
دواء، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أنه اختفى من الصيدليات منذ حوالي سبعة أشهر، مما يعني حرمان هذه الفئة من المرضى من دواء أساسي بالنسبة لهم وفي مرحلة عمرية جد حرجة، يجب خلالها عدم التوقف عن أخذ الدواء. ولا يقف الإشكال المتعلق بهذا الدواء عند حدود انقطاعه فقط بل يمتد الأمر إلى الشق المتعلق بسعره، فهذا الهرمون، وفقا لمصادر الجريدة يبلغ سعر الوحدة الواحدة منه 1132 درهما، والعلاج يصرف على مستوى ثلاثة أشهر، أي ما يعادل 13 وحدة، وهو ما يرفع الثمن الإجمالي إلى 14 ألفا و 716 درهما، وقد يتجاوز عدد الجرعات المطلوبة هذا الرقم، وذلك حسب وضعية المريض وتقدير الطبيب المعالج.
وأبرزت مصادر الجريدة أن هذا الدواء المختفي يعتبر من الأدوية الحيوية بالنسبة للفئة المعنية به، فضلا عن كونه الوحيد الذي يتحمل صندوق منظمات الاحتياط الاجتماعي «كنوبس» تغطيته، وبالتالي في ظل غيابه، فإن المرضى يتعين عليهم اللجوء إلى بديل له، علما بأن مصادر صيدلانية أكدت لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن هذا الدواء «الذي يوصف خصيصا للأطفال الذين لديهم مشكل في الطول لتجنب مشكل قصر القامة بعد التأكد بواسطة الاختبارات بالتحاليل والأشعة بأن الخلل ناتج عن مشكل في هرمون النمو الطبيعي»، له بديل هو الآخر يعتبر شبه مفقود من الصيدليات، والذي حتى إن توفر فإنه لا يتم تحمل مصاريفه، مما يحرم فئة مهمة من المرضى الذين هم في حاجة إليه من العلاج ويوقف مسار نموهم لعجز أسرهم المادي عن توفير الدواء الباهظة كلفته؟
وأوضحت مصادر الجريدة أن الدواء المعني يصرف كذلك بالنسبة لفئة من المصابين بالقصور الكلوي الذي يكون لديهم مشكل في إفراز هرمون النمو بصفة سليمة، وهو ما يحيل على أدوار هذا الدواء الذي يعوَض خصاصا كبيرا في إفراز هذا الهرمون طبيعيا في الجسم، المسؤول عن تكاثر وتجديد خلاياه خلال الطفولة، والذي يحافظ على سلامة نمو الأنسجة والأعضاء في جميع المراحل العمرية بما في ذلك العظام، حيث يعمل على تحفيز بناء البروتينات وتكسير الدهون وتحفيز الجهاز المناعي وزيادة كتلة العضلات. ويدعو المتضررون وزارة الصحة والحماية الاجتماعية للعمل على توفير الدواء المقطوع لتسليمه لفلذات أكبادهم أو اتخاذ ما يلزم من تدابير للتعويض عن مصاريف الأدوية البديلة له لكي لا يتوقف علاج مرضاهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 09/05/2024