احتفاء باليوم العالمي للمرأة، تقيم دار الشعر بتطوان معرضا تشكيليا للفنان نجيب استوتي، في الفترة من 9 إلى 20 مارس الجاري، برواق محمد السرغيني، في فضاء دار الثقافة بتطوان. ويقام حفل الافتتاح يوم الإثنين 9 مارس، في السادسة والنصف مساء.في هذا المعرض الحالم، يقتفي الفنان التشكيلي نجيب استوتي أثر الماء، ليتعلم منه فن الرسم وفن الحياة. أليس الماء هو أول ملهم للفنانين حين نحت الحجر والشجر، وطوع الحديد وحفر الأرض، وجعل فيها أخاديد ووديانا وأنهارا… ونحن هنا، على الأقل، أمام الأصول الطبيعية لفنين تشكيليين هما فن النحت وفن الحفر، والماء معلمهما الأول.في فن الصباغة المائية، يستعين الفنان التشكيلي بعبقرية الماء، مثل سباح واثق يحاذر الغرق في نهر دافق. لهذا، يسمي جون كلود شايو الصباغة المائية «مسار الماء» La voie de l›eau»، أو «سبيل الماء»، إذا نحن أردنا تبيئة هذه العبارة في ثقافتنا. هكذا، يكتب نجيب استوتي تاريخا بصريا لحضور المرأة في المدينة، ليستأنف كتابة تاريخنا الجميل، وهي كتابة بالماء، في فن الصباغة المائية. في معرضه الأول «نساء حول تطوان» ينتصر هذا الفنان للأنوثة، بما هي رمز للخصب والحياة، على شاكلة الماء. لهذا، نجده يتبنى قضايا الهوية والمدينة والمرأة. وجوه حائرة أو حزينة، وأخرى تشع فرحا. الأولى بورتريهات لأمازيغيات تطاوين، والثانية وجوه للجبليات وأوضاعهن في حالة من الترحال والانصراف. ولد الفنان التشكيلي ورسام الأشرطة المرسومة نجيب استوتي في مدينة تطوان سنة 1992. وقد استهوته الصباغة المائية منذ طفولته، متأثرا بسحر الماء المنبثق من سقايات المدينة العتيقة لتطوان، ومن الجبال المحيطة بالمدينة، والتي تنتهي في بحر مرتيل، حيث قضى هذا الفنان الشاب طفولته بجوار الماء.حصل نجيب استوتي على شهادة الباكالوريا في شعبة الفنون التطبيقية بمدينة طنجة، مثلما حصل على شهادة دبلوم المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان سنة 2016.شارك بأعماله التي تزاوج ما بين الصباغة الزيتية والمائية في عدد من المعارض الفردية والجماعية في تطوان ومكناس وتونس العاصمة. وقد توج بجائزة المنتدى الدولي للأشرطة المرسومة بتطوان في دورته الحادية عشرة سنة 2018. كما شارك في أفلام لسينما التحريك، ووضع رسوما لعدد من القصص المصورة الصادرة، في السنوات الأخيرة، عن منشورات «باب الحكمة»، بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة.