من العاصمة : الوسيط وأزمة التعليم 

 

وصلت صرخة تظلم رجال ونساء التعليم الى أسماع مؤسسة «وسيط المملكة» ورئيسها بنعليلو ؛حيث كشفت مصادر متطابقة أن «الوسيط «دخل على الخط وسيقوم بالاستماع إلى جميع الأطراف في القضية بعد أن صمت الحكومة آذانها بل وحتى ما تناهى إلى حكومتنا الموقرة من أخبار، ردت عليه بالتهديد والوعيد، واعتبرت المعركة الاصلاحية التي قادتها وتقودها عدة أطراف نقابية ، مجرد أرقام حتى أن 40 ألف مضرب، مع التحفظ على الرقم، لا تعني أي شيء لحكومة الكفاءات والنموذج التنموي المغتال على يديها.
«وسيط المملكة» قد ينجح مرة أخرى في حل أزمة تعصف بالشارع المغربي، وبقطاع هو محط رهان للتنمية كما سبق وحصل مع قضية امتحان المحامين، والتي اشتمت منها رائحة ما يشبه  « من تحتها «، وكان للوسيط رأي آخر انتصر لمباراة جديدة بينما لم يعرف الملف والاتهامات الخطيرة سبيلا الى العدالة ،ولم يحاكم أحد ولم يتابع أحد ليستمر الإفلات من العقاب .
دخول وسيط المملكة أمام تصدع وحدة الموضوع والقرار في ملف تولاه شكيب بنموسى، وصارت أطراف التحالف الحكومي تعلن تشبثها بالوزير وتختلف حول القرارات ومصير موسم دراسي باتت كل أحلامه المعلنة بداية السنة مجرد تمنيات من زمن انتهى، وصار البحث عن تدبير لإنقاذ ما يمكن من ماء وجه تعليم حكومي فقد جزءا من تلامذته توجهوا للقطاع الخاص مرغمين، وبقسوة بالغة الأثر تجاه الآباء في زمن تفقرهم الحكومة بل وتعاقبهم يوميا .
سيبقى صدى شعارات رجال ونساء التعليم عالقا بذاكرة العاصمة الرباط في  الأسابيع الماضية، وسيكون  صوت الوسيط إعلان حقيقة أن الحكومة السارية المفعول بمكوناتها وأغلب شخوصها ، بعيدة عن السياسة وعن الحكمة وعن التدبير العقلاني .
بعد الوسيط وتدخله المرتقب، هل يتبقى من ذرة خجل أمام من تطاولوا على كرامة رجل التعليم وهددوه، وربما منهم من طالب بسحل رجال ونساء التعليم في الشوارع ، خاصة ممن أضحوا يتكلمون باسم الدولة بل ويدعون أنهم أحرص على الدولة من الدولة نفسها وهم في الحقيقة أعجز حتى عن تنفيذ ومسايرة القرارات الاستراتيجية للدولة في كافة المجالات، ومنها النموذج التنموي الذي أسدل عليه الستار ويكاد يطوى من طرف حكومة  بثلاثة ربابنة .


الكاتب : محمد الطالبي

  

بتاريخ : 18/11/2023