من العاصمة : حرب شوارع باسم التعليم 

هي حرب شوارع بين رجال التعليم والحكومة والضحية هو التعليم والبلد ومستقبل الأجيال القادمة التي هي عماد الوطن .
أسبوع أبيض آخر بدون تلقين ولا متلقين لأن جيل المستقبل ثم ركنه خارج الحجرات الدراسية وخارج العملية التربوية في معركة كسر العظام والضحية وطن بأكمله.
رجال التعليم ملح البلد غاضبون مضربون ولا أحد يعرف كيف يمكن إصلاح الملح إذا الملح فسد.
هي معركة لها أول وليس لها آخر وربما أطرافها الخفية أكثر من الظاهرة.
جمعيات أولياء التلاميذ أعلنت أنها تتفهم إضراب هيئة التعليم من أجل بلوغ مرادها وتحقيق طموحاتها ومطالبها، وأكدت أيضا أنه لا يجب إغفال التداعيات الناتجة عن هذه التوقفات المتتالية عن الدراسة، فبالإضافة إلى الاضطرابات السلبية على سيرورة التعلم والتعليم بالنسبة للتلاميذ، وما تخلفه هذه الأخيرة من آثار سلبية على مستوى التحصيل المعرفي، فإن لها أضرارا نفسية على التلاميذ الصغار، وهذا وحده يكفي لدق جرس الإنذار، كما أن  الإضرابات المتتالية تجعل التلاميذ عرضة لشتى أنواع الانحرافات والاعتداءات، وهو ما يستوجب من الحكومة التفكير مستقبلا في اتخاذ بعض الإجراءات من قبيل تعويض الهدر الذي يتزامن مع ساعات الإضراب بأنشطة موازية أو تعويض الأساتذة المضربين بآخرين كأساتذة عرضيين أومتدربين أو حتى متطوعين، إضافة إلى مبادرات وإجراءات أخرى قد يكون فيها نفع للتلميذ وللمؤسسة على السواء وبالتالي على المجتمع والوطن.
الإضراب شل عددا كبيرا من المؤسسات التعليمية ردًا على النظام الأساسي الجديد الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لكن ماذا بعد الإضراب وبعد شل العمل بأزيد من 12 ألف مؤسسة تعليمية عبر التراب الوطني؟
يبقى السؤال: أين المصلحة الفضلى للوطن وللتلاميذ وللإنسان وللمواطن المغربي؟
هل سيبقى الغموض سيد الموقف، وهل تشهد العاصمة الرباط مزيدا من الزوار لإعلان رفض قرارات كبدت المال العام الملايير من أجل فراغ استراتيجي وهدر زمني في بلد يسعى لشق طريقه نحو النمو والانعتاق …
العديد من جمعيات أولياء أمور التلاميذ ترى أن المتضرر الوحيد من هذه الإضرابات هم التلاميذ الذين لا يدافع عنهم أحد…
وهذا لعمري أمر خطير لأنه مسؤولية الدولة راعية النموذج التنموي الجديد والمواطن الجديد…


الكاتب : محمد الطالبي

  

بتاريخ : 04/11/2023