من القصة إلى الشعر : ديوان «قالت مريم» لحسن البقالي.. مطر تشتهيه الحقول والسواقي

صدر للكاتب والقاص المغربي حسن البقالي ديوان شعري في حلة بديعة تحت عنوان «قالت مريم»، وذلك عن دار رنة للنشر والتوزيع والطباعة بجمهورية مصر العربية.
ويدشن هذا الديوان الشعري التجرية الشعرية لحسن البقالي بعد مسار طويل في الكتابة السردية التي تتوزع بين الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.
وإذا كنا سنقوم بعملية إحصائية لكتب الأستاذ حسن البقالي السردية، فسنجد أنه قد مال أكثر إلى تدبيج «أقراص قصصية» على حد تعبيره. وهذا يعني أنه أصبح يميل إلى القصة القصيرة جدا التي تستحوذ على العدد الأكبر من كتبه.
ويجد القارئ المتتبع لتجربته المتفردة في الكتابة ذلك الزخم الشعري، وذلك الجرس الموسيقي الخفي الذي يترجم لنا تلك العوالم الشاهقة والحالمة التي عادة ما يمتح منها الشعراء، بحيث يطعمون نصوصهم بظلالها ومروجها الشهية.
نقرأ على ظهر غلاف الديوان الشعري مايلي: كان الصبح جنينا يتخلق بالكاد بين أصابع العتمة حين نقر ذكر يمام على زجاج نافذة وقال: «هذا هديلي ضوء آخر أهديه للمحبين». أنصت الصبح باهتمام بالغ لقول الطائرولاصطفاق الجناحين بين نقرة وأخرى؛ ثم لمح من خلال الزجاج الخطوات الرشيقة لامرأة في غاية الجمال. أمعن النظر في خطوات المرأة وحركات جناحي الطائر فداخلته بلبلة عظيمة وحيرة حتى لم يعد يدري من يمشي ومن يحلق.
كان ثملا للغاية ليس يدري أيسمح للنهار بالطلوع أو ينكص على عقبيه، لكنه – في لحظة – وجد نفسه يقول : «الآن. الآن فقط تبدأ القصيدة».
جدير بالذكر أن ديوان الأستاذ حسن البقالي « قالت مريم» جاء في 88 صفحة من الحجم المتوسط، واشتمل على تسع قصائد هي: – العصف بالكلام (هناك شاعرة في دمي)- وقت إضافي- ظلال بعيدة- تحادثني الأرض- قالت مريم- لي الترقب ولك زهر الرمان- كما يزور البرق السماء- خبأت أجنحتها النوارس- القط الوحشي .
نقرأ في قصيدته «قالت مريم» ما يلي: « دعوني أذرع العتمات لأصابع الماوراء، أنا ماضية لا بريق في عيني يبشر بميلاد شمس أخرى يغري بالرجوع ولا خلجات توسوس للقلب بأخبار السكينة
هو سكين فقط يجول بين ثنيات الروح يحزها. كل الأحلام مفرغة كل الألوان كابية هل جفت التربة وغار الدم عميقا في وهدة النسيان؟».


بتاريخ : 24/10/2023