من ندوات المعرض المغاربي بوجدة: محمود عبد الغني: نحن في حاجة قصوى إلى معرفة ما تتضمنه نصوص أدبنا من معرفة

سلطت ندوة فكرية، نظمت أول أمس الخميس، في إطار فعاليات المعرض المغاربي للكتاب بوجدة، الضوء على موضوع الأدب في علاقته بالمعرفة.
وأكد مشاركون في هذه الندوة أن الأدب لاينحصر في ذاته، بل يمكنه أن يذوب في بوتقته معارف وعلوم عديدة، مشيرين إلى أن الأدب ينفتح على التاريخ والجغرافيا والفلسفة وغيرها، حيث الاتصال حاضر بين الأدب والمعرفة والمجتمع، باعتباره بحثا عن حقيقة تتوسل باللغة والأدب والواقع لبناء عالم رمزي جديد وجدلي.
وأشار متدخلون إلى أن ما تتوصل إليه المعارف يمثله الأدب بتفريعاته المختلفة من شعر وقصة ورواية ومسرح ونقد في علاقته الجدلية بالمجتمع، متسائلين في هذا الصدد كيف يمكن للأدب أن يكون ناقلا ومولدا للمعرفة في مجتمعات اليوم.
وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ الجامعي والروائي محمود عبد الغني، أن اختراع الأدب من قبل الإنسان يعد أمرا عظيما، لكن جعل الأدب يتجاوز المعرفة بالأداة والمنهج واللغة والتخيل هو عنوان نصر لا نظير له، مشيرا إلى أن المعرفة ظلت تخطب ود الملاحم والقصائد والتراجيديات طيلة قرون إلى أن جاء هذا العصر وفرق بينهما.
وقال عبد الغني إننا في حاجة قصوى إلى معرفة ما تتضمنه نصوص أدبنا من معرفة، مبرزا أن هذه المعرفة حين تتحول إلى أدب تصبح «صعبة» الفهم والتأويل، وأن لاشيء يساعد على فهمها وتأويلها غير نقاد الأدب.
وشدد أيضا على أن الحديث عن الأدب والفكر (المعرفة) هو حديث بالدرجة الأولى عن الدلالة، لكن ينبغي كذلك، يضيف الأستاذ الجامعي، تقبل تيار «انعدام الدلالة» الذي لا يبحث عن المعرفة بالأدب، بل عن جودة الأدب الكامنة في كونيته وعالميته وعبوره للتاريخ والثقافات.
من جانبها، أكدت الروائية المصرية، سلوى بكر، أن العالم اليوم ينشغل بإنتاج مناهج معرفية جديدة، وأن الأغنى في هذا الزمان ليس هو من يمتلك ثروات مادية أكثر، بل هو من يمتلك مناهج وسائل إنتاج المعرفة.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن تحدي الرواية الراهن هو أن تساهم في مناهج معرفية، وهو ما يعني تخطي دورها كوسيلة معرفية، مضيفة أن سؤال المعرفة عموما هو سؤال الرواية بامتياز، تأسيسا على تركة ثقافية ممتدة، حيث العارف الخالص يعرف بالمعرفة.


بتاريخ : 12/10/2019