من هم المتابعون الكبار في ملف «إسكوبار الصحراء»؟

كيف تحول بعيوي الأجير بفرنسا إلى شخصية نافذة في جهة الشرق وبعض دول أفريقيا؟

اليزيدي الثاني اقتصاديا بمناطق مغربية وإسبانية يجهل مصدر ثروته!

 

 

لم تمض سوى سنوات قليلة على انشغال الرأي العام بقضية عبد الحكيم سجدة (المدان بتسع سنوات سجنا نافذا بسبب اختلالات مالية في التسيير، بجماعة الجديدة) حتى طفا إلى السطح موضوع أكثر حساسية له علاقة بالاتجار الدولي بالمخدرات، يتابع فيه 25 فردا، من بينهم سعيد الناصيري، رئيس فريق الوداد ورئيس مجلس عمالة الدار البيضاء، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق.
طريق الكوكايين للمغرب

من بوليفيا مرورا بكينيا وموريطانيا ووجدة، وكيف تم إستدراج الحاج أحمد بن إبراهيم المالي الجنسية، البارون الكبير للمخدرات الصلبة، بإفريقيا إلى المغرب ، والنصب عليه في 50 مليار،وهل أبطالها في الواجهة ، عبد النبي البعيوي وسعيد الناصري فقط ام أن بلاغ الوكيل العام للملك بالبيضاء ينوي على العديد من المفاجآت خاصة وان جزء من المسطرة اعيد إلى الفرقة الوطنية لاستكمال وتعليق البحث. فعلا يمكن القول إن المغرب الحالي تحدث فيه بعض العجائب الوطنية والدولية، والا كيف يفهم لماذا تم انتخاب عبد النبي البعيوي رئيسا للمرة الثانية على رأس جهة الشرق وجدة؟ رغم صدور حكم قضائي في حقه سنة نافذة بتهمة إختلاس أموال عمومية وخيانة الأمانة.. ولماذا مدينة وجدة عاصمة الشرق أصبحت في السنوات الأخيرة الوجهة الرئيسية التي تنتهي فيها الأطنان من الكوكايين التي توزع على باقي المدن المغربية الكبرى وبدأت تنكشف الخيوط الخفية، كيف أن قيادات محلية وجهوية من منتخبين أغلبيين أصبحوا في ظرف عشر سنوات من أصحاب الملايير والنفوذ الواسع في السياسة، كما في مجالات أخرى؟ هذه الحماية التي يحظى بها عبد النبي البعيوي من طرف جهات معلومة، لأنه يمثل الواجهة الأمامية واللوبي الذي يدخل الكوكايين إلى المغرب منذ سنوات… مما قاد البعيوي إلى استقطاب الحاج أحمد بن إبراهيم الذي يعتبر من البارونات الكبار في مجال الكوكايين بإفريقيا، بحيث يملك أراضي فلاحية شاسعة بدولة بوليفيا يزرع فيها عشبة الخشخاش ويقوم بتصنيعها في مختبرات غير قانونية وبعد ذلك يصدر آلاف من الأطنان إتجاه العديد من الدول الإفريقية… ويبدو، أن العديد من الشخصيات وليس الناصيري والبعيوي واليزيدي من التقوا بهذا الملياردير المالي عن طريق زوجته المغربية، والذي مول بالمناسبة كل الحملات الانتخابية لرئيس الوداد الحالي سعيد الناصري ليصبح برلمانيا عن حزب الأصالة والمعاصرة.. وعقدوا معه اتفاقا بأن يرسل إلى المغرب ما يقارب 40 طن من الكوكايين تقدر ثمنها ب 448 مليون درهم.. وكانت مدينة وجدة هي الوجهة النهائية لهذه الشحنة الضخمة التي انطلقت من بوليفيا، مرورا بكينيا وموريتانيا… وهنا تكمن أهمية رئيس جهة الشرق وجدة، عبد النبي البعيوي، الذي يعتبر الواجهة الأمامية للشبكة التي تتحكم في تجارة وتوزيع الكوكايين بالمغرب.
ولهذا سمح له مرة أخرى بالترشح للانتخابات البرلمانية رغم وجود حكم قضائي ضده موقوف التنفيذ. للتذكير، فمبلغ مالي قدره 33 مليون درهم سلم نقدا الى رئيس جهة الشرق وجدة البعيوي عبد النبي وبحضور الناصري وصهره البرلماني قاسم كان بمثابة سلف من طرف الحاج، والذي رفض إرجاعه مستغلا تواجد الحاج ابراهيم بالسجن.. والدليل الحي الموجود مع العديد من الوثائق الإدارية والقانونية، أن هناك صورا تجمعهم في اليخت الدي يملكه الحاج في مارينا بالسعيدية، ولا عجب أن نرى أن المحامي الشخصي لرئيس جهة الشرق وجدة هو الذي قدم الطعن القانوني لدى محكمة النقض من أجل وقف الحكم القضائي ضده سنة سجنا نافذا، والسماح له بخوض الانتخابات التشريعية المحلية والجهوية الأخيرة. وهذه الحصانة التي يتمتع بها رئيس جهة الشرق هي التي جعلت هذا الأخير يؤسس مقاولة كبيرة دولية فازت بصفقات عمومية كبرى تتعلق بالأعمال والخدمات التي تقوم بها بشركة ترامواي، وصفقة الأشغال الجارية حاليا بالميناء الدولي الداخلة، بل يقال إنه يتوفر على شركة تقوم بأشغال دولية في الدول الافريقية يبلغ رقم اليد العاملة بها اكثر من 6000عامل وإطار.
الاجير البسيط الذي تحول الى ميلياردير في عقد من الزمن

فكيف لعامل بسيط ازدان سنة 1971 ولم يعد من الديار الفرنسية التي كان مجرد أجير بها أن يصل إلى كل هذه الثروة ويستولي على العديد من المؤسسات؟
عبد النبي بعيوي (السياسي)، ورجل أعمال مغربي بارز في عالم الأعمال خاصة في مجال البناء والأشغال العمومية والعقار، هو مؤسس وصاحب شركة (بيوي للأشغال) والعديد من الشركات الاستثمارية الأخرى. وهو أيضا رئيس مجلس جهة الشرق (2015-2021)، ورئيس المجلس الإداري لصندوق الاستثمار لجهة الشرق، والرئيس الشرفي لمنتدى الجهات الإفريقية، والكاتب العام لجمعية جهات المغرب، فضلا عن عضويته بالمكتب التنفيذي لجمعية الجهات الفرنكوفونية، برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة للفترة الممتدة ما بين 2011 إلى 2015، إلى جانب عضويته بلجنة البنيات التحتية بمجلس النواب، ورئيس اللجنة البرلمانية المغربية اليابانية، وعضو مكتب الفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية، والرئيس المؤسس لمؤسسة بسمة للأعمال الخيرية، ورئيس شرفي لعدد من الجمعيات والمنظمات. واستطاع عبد النبي بعيوي عن حزب الأصالة والمعاصرة أن يضفر بمنصب رئيس مجلس جهة الشرق في 4 شتنبر 2015، حيث لا يزال في هذا المنصب حتى الآن. وفي المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المنظم بمدينة الجديدة أيام 7-8-9 فبراير 2020، تمكن عبد النبي بعوي من الحصول على عضوية المكتب السياسي وعضوية اللجنة الوطنية للانتخابات. كما يشغل حاليا منصب الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الشرق.

فؤاد اليزيدي الذي يجهل مصدر ثروته

يمكن اعتبار فؤاد اليزيدي الحلقة المفقودة داخل ملف الحاج أحمد بن ابراهيم الملقب بالمالي نظرا لعدة أسباب. فمسيو فؤاد كما يدعى في الشرق، وفي العديد من المناطق والذي لا يتعدى عقده الرابع لم يكن إلى عهد قريب سوى مجرد أجير بسيط في ألمانيا التي يتوفر على جنسيتها ومقيم بها، أصبح اليوم رقم 2 في منطقة الشرق، وبدأ في التوسع في مدن الشمال المغربي من الناظور إلى طنجة.
ففؤاد اليزيدي الذي ظهر في جميع مراحل التحقيق مرتبكا بل لم يستطع تبرير امتلاك لبعض العقارات يمتلك ثروة كبيرة يجهل مصدرها واستثمارات في منتجعات سياحية بكل من السعيدية والناظور وطنجة ومراكش والرباط ومدن إسبانية سياحية بالأندلس، ما يزال يواصل تحكمه وسيطرته على المنتجعات السياحية بالجهة الشرقية، وخصوصا بمارتشيكا الناظور،ومارينا السعيدية،مع فرض سلطته المجهولة المصدر على مسؤولين ومدراء كبار بالجهة ومسؤولين آخرين؛ (قال) بعد خضوعه لاستجواب مطول ودقيق من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أن رئيس جهة الشرق عبد النبي بعيوي وشقيقه عبد الرحيم بعيوي ورطاه في ملفات خطيرة، وفي مشاريع أخرى ذات الصلة، ومعاملات مالية ضخمة مشكوك في مصدرها، حيث حاصرته عناصر الفرقة الوطنية بأسئلة حول الثروة الهائلة التي يتصرف فيها ومصدرها، وكذلك حول علاقاته ببعض المشبوهين في المعاملات المالية وبارونات الممنوعات. واستمر استجواب اليزيدي لمدة ناهزت 11 ساعة، كما هو الشأن بالنسبة لشقيق رئيس جهة الشرق عبد النبي بعيوي، ورئيس جماعة عين الصفا عبد الرحيم بعيوي.
فؤاد اليزيدي كان أيضا يشغل معه العديد من أشباه الباطرونا والذين اختفى جزء كبير منهم، ومن بينهم عادل بوطالب الذي ترك الجبل بما حبل بعد أن كان مسؤولا  بجماعة بجماعة عن العديد من المشاريع بالناظور، والذي يعد أحد واجهات الفساد الذين يضعهم الملياردير المشبوه فؤاد اليزيدي، في الواجهة لإخفاء ثروته المشبوهة، في إستثمارات غير قانونية مختلفة لتبييض أموال المخدرات.
وجاء اختفاء بوطالب الذي كلفه الملياردير اليزيدي لتسيير وإدارة مشاريعه من مقالع للرمال وغيرها، مع تسجيلها بإسمه (بوطالب) والواقعة بمنطقة رأس كبدانة إلى غاية السعيدية، ومناطق أخرى، بعد خضوعه قبل أيام لاستجواب مطول ودقيق من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حول مشاريع كبيرة ومقالع للرمال غير قانونية، وإستغلال الملك العام، وحول معاملات مالية كبيرة مشكوك في مصدرها، بالإضافة إلى الثروة الهائلة التي يتصرف فيها، وكذلك حول علاقاته بالملياردير المعتقل منذ أمس فؤاد اليزيدي.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 26/12/2023