حوادث دامية، شجارات وحالات عنف مختلفة تم تسجيلها في الأسبوع الأول من رمضان

مواطنون ربطوها بـ «الترمضينة» ومختصون يؤكدون «براءة» شهر الصيام من التسمية ومن سلوكاتها

شهدت العديد من المدن خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الأبرك حوادث دامية وحالات عنف مختلفة التداعيات والخطورة، كما هو الحال بالنسبة لوجدة، والعرائش، وأكادير والدارالبيضاء، على سبيل المثال لا الحصر، والتي ربطها عدد من المتتبعين بما بات شائعا عند الكثيرين بـ «الترمضينة»، هذا المصطلح الذي يرفضه الكثير من المواطنين إقحامه ونسبه إلى هذا الشهر الفضيل، ويؤكدون على براءته من كل السلوكات الشائنة التي يراها البعض بأنها صفات لصيقة بأصحابها وتعتبر عنوانا على سلوك يومي، لانها قد تقع في كل لحظة وحين.
وتعليقا على الموضوع، أكد الدكتور هاشم تيال في لقاء بـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الغضب والانفعال والسلوك العدواني بشكل عام، تعتبر تصرفات دائمة ممتدة في الزمان ولا تقتصر على شهر رمضان أو غيره، علما بأنها قد تكون مناسباتية وظرفية عند البعض، لكنها قد تتسم بطابع الاعتيادية عند البعض الآخر، فتظهر للعلن بشكل سريع متى اندلع أي خلاف، قد يكون بسيطا في البداية لكن سرعان ما تتطور حدته وقد تترتب عنه تبعات وعواقب وخيمة.
وأوضح المختص في الصحة النفسية والعقلية بأن هذه السلوكات هي ما تتم تسميته خلال شهر رمضان بـ «الترمضينة»، وبالتالي فهي لا تخرج عن القاعدة العامة، إذ تعتبر شكلا من أشكال تعامل بعض الأشخاص، خاصيتهم الانفعال وعدم قدرتهم على التحكم في أعصابهم وتصرفاتهم، مع الإشارة إلى أن هذه الحالة قد تكون فعلا بالنسبة للبعض مقتصرة على شهر رمضان، خلافا لما كان عليه وضعهم في السابق، وهذا قد يكون السبب فيه عدم قدرتهم على تحمل ابتعادهم عن الطعام لساعات طوال، أو مفارقتهم للتدخين، على وجه التحديد، باعتبارهم مدمنين على السجائر وغيرها.
وأبرز تيال أن بعض الأشخاص لا يقوون على الابتعاد عن الطعام، والبعض الآخر لا يستطيع أن يفترق عن السيجارة، وبالتالي متى لم يجد الشخص سبيلا إلى المادة المخدرة التي اعتاد عليها فإن مزاجه وسلوكه وتصرفاته كلها تنقلب رأسا على عقب، لأن هذه المادة التي كانت تمنحه نشاطا وحيوية وتمكنه من راحة نفسية، بشكل مرضي غير طبيعي، باتت غير متوفرة ولا يستطيع الإقبال عليها وهو ما يؤدي إلى ظهور هذه الانفعالات والسلوكات العدوانية.
وشدد المختص في الصحة النفسية على أن هذه المشاكل تتضاعف في رمضان خاصة مع الابتعاد عن مواد أخرى يمكن تسميتها بالمساعدة وليست البديلة، كالسكريات التي تمنح الإنسان الطاقة والحيوية والقدرة على تحمل ضغوط الحياة اليومية، فتتقلص قواه وتضعف، وفي ظل ما اعتاد على إدمانه، يسقط في الانفعال ويقع فيما يعرف بـ «الترمضين». وأبرز تيال أن هذا الوضع يتوجب التعامل معه بشكل عقلاني عبر تعلم ضبط النفس والتحكم في الأعصاب، وبالتالي فبلوغ هذا الأمر يتطلب إرادة شخصية التي تعتبر ضرورية، مشيرا إلى أنه يمكن كذلك لتحقيق هذه الغاية الاعتماد على تقنيات متوفرة ومتاحة من شأنها أن تساعد الشخص على الاسترخاء، إذ متى أتقن هذه المقاربات واعتاد عليها يستطيع مضاعفة طاقة التحكم في أعصابه بشكل ليس بالهين. ودعا المتحدث في ارتباط بنفس الموضوع إلى الاهتمام بشكل كبير بالنمط الغذائي، من خلال بتقليص منسوب الأكل، لأن الغاية من رمضان ليس هي الإفراط فيه وإنما التخفيف من معدلاته، في الليل كذلك، حتى يعتاد الجسم على هذا الوضع مما يسهم في خلق توازن بشكل آخر، الأمر الذي قد يكون شاقا في البداية، لكن مع مرور الوقت سيعتاد الجسم على هذا النمط وسينعكس إيجابا على الشخص عضويا ونفسيا إلى جانب النوم كفاية وعدم تخفيض ساعاته كذلك.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/03/2024