مواطنون يضطرون لقطع مئات الكيلومترات للتسجيل بها : وكالات سياحية «تهيمن» على «سوق» تأشيرات المجاملة دونا عن غيرها

تحولت تأشيرات المجاملة من مبادرة إنسانية اعتادت سفارة المملكة العربية السعودية على إصدارها منذ عقود لفائدة ضيوف الرحمان الذين لم تسعفهم القرعة لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة في آخر لحظة، إلى ريع وصندوق أسود لعدد محظوظ من وكالات الأسفار، على حساب المنافسة الشريفة التي تشتعل عند الإعلان على كل موسم حج بين مختلف الوكالات لتقديم أفضل الخدمات وأحسن الأسعار لضيوف الرحمان.
وأشعلت تأشيرات المجاملة النار بين عدد من الوكالات، بسبب هيمنة بعضها على هذه «السوق» دونا عن غيرها، في غياب منافسة شريفة وتدخل لضمان تكافؤ للفرص، علما بأن حجاج بيت الله الحرام المعنيين بهذه التأشيرات يضطرون لقطع مئات الكيلومترات من مدن مغربية مختلفة، من الجنوب أو الشمال أو الشرق، للتوجه صوب هذه الوكالات في حين أن هناك وكالات أخرى في المدن والأقاليم التي يقطنون بها، دون إغفال أن الأمر يتعلق بحق أساسي والمتمثل في التوجه إلى وكالات من اختيارهم أو الذهاب إلى هذا المقام المقدس لوحدهم دون اللجوء إلى أية وكالة.
وأصبحت الوكالات «المحظوظة»، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي» تفرض على حجاج تأشيرات المجاملة إضافة إلى مصاريف الإقامة والناقل الجوي مبالغ مالية أخرى تصل إلى 30 ألف درهم تتعلق بتأمين خدمات التنقل داخل الديار المقدسة من المطار إلى مكة، ومنها إلى المدينة المنورة، ومنها إلى المطار، ورسوم الدخول إلى السعودية عبر بوابتها الجوية، والتنقل الإقامة في المشاعر المقدسة، إضافة إلى مصاريف الطواف الخاصة بشمال إفريقيا وغيرها من الخدمات المحددة في شيك الخدمات، وهي الخدمات ذاتها التي كانت تؤمن سابقا بمبلغ في حدود 2200 ريال سعودي أي 6 آلاف درهم، مما أثار استياء في وسط أصحاب حاملي تأشيرات المجاملة التي تعتبر مجانية، التي تصل مصاريفها أحيانا إلى 100 ألف درهم وأكثر حسب المنتوج المختار مابين المتوسط والسياحي والممتاز.
وجدير بالذكر أنه جرت العادة أن تمنح تأشيرة المجاملة بشكل فردي ويُترك للمستفيد منها اختيار الوكالة التي يرغب فيها، ما كان يضمن منافسة حقيقية بين كل الوكالات المرخصة لها بتنظيم الحج، وهو الأمر الذي دفع عددا من وكالات الأسفار عبر ربوع المملكة للمطالبة بتعميم مبادرة تأشيرة المجاملة على جميع الوكالات وترك حرية الاختيار للمستفيد من اختيار وكالته، كما يطالب بعض المستفيدين بتحديد أثمنة شيك الخدمات على الأقل للوكالات حتى لا يتم التلاعب بالأسعار واستغلال هذه التأشيرات الإنسانية من طرف بعضها، التي تستغل شوق المغاربة لزيارة بيت لله الحرام.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 20/06/2023