تتواصل الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19 التي تعرف انخراطا قويا من لدن عدد من المتدخلين خاصة بقطاعي الصحة والداخلية، الذين يشتغلون على قدم وساق وبشكل يومي من أجل توفير كل الشروط الكفيلة بإنجاح العملية وتحقيق الأهداف المرجوة، المرحلية منها والنهائية على حدّ سواء. عمل دؤوب وبفعل الضغط المكثف قد يؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع بعض الأخطاء “المادية” التي تتطلب تصويبا، وهو ما وقفت على بعض تفاصيله “الاتحاد الاشتراكي”، حيث وجد عدد من المواطنين أنفسهم مدعوين إلى الانتقال إلى مراكز للتلقيح بمدن أخرى غير تلك التي يقطنون بها، لكونهم لم يقوموا بتغيير بطائقهم الوطنية رغم حصولهم على الوثائق والشواهد الإدارية المختلفة التي لها صلة بمحلات سكناهم الفعلية، وأدى تحيين بياناتهم الشخصية في مرحلة سابقة قبل انطلاق الحملة إلى تسجيلهم بمراكز غير تلك التي يجب أن يتوجهوا إليها، وهو ما جعل العديدين يقعون في حيرة منهم وهم يرسلون الرسائل النصية القصيرة وحين ولوجهم البوابة الإلكترونية ويجدون أو يتوصلون بأجوبة غير التي كانوا ينتظرون؟
أخطاء مادية شملت كذلك أزواجا يعيشون تحت سقف البيت الواحد، وبطائقهم الوطنية تحمل نفس العنوان، ورغم ذلك وجد الزوج نفسه مدعوا للتوجه إلى مركز صحي في منطقة، والزوجة مطالبة بالتوجه إلى مركز صحي آخر يبعد عن مقر السكن بكليومترات، مما يتأكد معه على أن عامل الدقة قد أصابه بعض الاختلال، الذي قد يكون راجعا للكمّ الكبير من المعطيات الشخصية التي كان يتوجّب مراجعتها ومعالجتها في ظرف زمني محدود سقفه، مع توزيع أصحابها صوب المراكز الصحية أو بمعنى أصحّ نحو مراكز التلقيح المعتمدة.
واقع يتم اكتشاف تفاصيله الصغيرة مع تقدم الحملة الوطنية للتلقيح وتقدم نجاحاتها، التي لن تؤثر عليها مثل هذه “الهفوات” التي تبقى طبيعية في مثل هذه الأوراش الكبرى، والتي يتطلب الأمر تصويبها وتصحيحها وفتح باب التوصل بشكايات في شأنها باعتماد مسطرة سلسلة وذلك لمعالجتها في أقرب الأوقات، حتى يستفيد جميع المعنيين من الجرعة الأولى ثم الثانية، بحسب المراحل المسطّرة لهم، وتعبيد الطريق نحو المناعة الجماعية.