«موت الموت» للمفكر الفرنسي لوران ألكسندر

كتاب يرسم صورة قاتمة لعالم يتشكل بهدوء

كَتَبت في مدخل أول ترجمة أصدرتها («رحلة قصيرة في عالم الكوانتا» للفيزيائي والفيلسوف «إتيان كلاين» ) ما يلي: «ما لم نفهم الثورة المفاهيمية التي واكبت حدث ظهور فيزياء الكوانتا، لن نتمكن من فهم عصرنا هذا بتحولاته القيمية والثقافية والسياسية والاقتصادية والفلسفية والعلمية. إن لم يتحقق ذلك سوف نبقى سجناء مفاهيم حداثة منهارة… حداثة نشأت من داخل العلم الكلاسيكي وانهارت بانهياره!»
الكتاب («موت الموت» (1) للمفكر لوران ألكسندر) الذي أقدم لكم هنا ترجمة لمقدمته (في انتظار انهاء جميع فصوله) يرسم صورة قد تكون قاتمة ومرعبة، لكنها في جميع الأحوال صورة عالم يتشكل بهدوء بعيداً عن مجريات ما يشهده عصرنا الآن من أحداث: وباء كورونا، الحرب الروسية الغربية، بداية انبثاق عالم متعدد الأقطاب…فاعلوه الحقيقيون شركات ومن خلفهم طاقم من أصحاب الوزرة البيضاء، علماء وتقنيون من كل التخصصات، غايتهم بناء عالم جديد بإنسية جديدة nouveau humanisme، إنسية « أفرغت من الإنسان»! إنسية لا أثر فيها لمعالم السياسي التقليدي le politicien traditionnel الحامل للقيم الإنسانية العليا.
لن نجانب تماماً الصواب إن قلنا بأننا على أعتاب تحقق «نبوءات» «الدوز هوكسلي» و»جورج اورويل»، من هنا أضحى تملك ثقافة علمية أمراً ضرورياً بالنسبة لكل مثقف أو فاعل يود فهم ما يحيط به، عدا ذلك سوف يظل أسير مفاهيم فارغة، بلغة «كانط»، مفاهيم تحيل على كل شيء دون أن تشير إلى شيء بعينه !

ماهي التحولات المثيرة التي سيشهدها القرن XXI ؟ بعضها جلي: تعميم الرقمنة، انبثاق الاقتصاد الأخضر أو الصعود القوي لآسيا. إنها في مجملها تطورات واقعية ولابد وأنها ستطبع بطابعها هذا القرن. بيد أن التطور الأكثر أهمية يتقدم بخطى حثيثة  وسط تجاهل رأي عام تم تخديره بصمت مُطْبَقٍ لوسائل إعلام وسياسات،ويتعلق الأمر:بالثورة البيو-تكنولوجية biotechnologique.
تذكرنا اللامبالاة التي يتم بها الحديث عن هذا الموضوع – إن تم ذلك بطبيعة الحال – بتعليق «لويس» السادس عشر في مذكرته الصادرة بتاريخ 14 تموز من سنة 1789 (2) حين كتب: «هذا اليوم، لا شيء…». مع ذلك فالتقدم الحثيث للبيو-تكنولوجيات قادم. كما أن آثاره على الإنسان بل وعلى طبيعة حياة الإنسان لا مثيل لها مقارنة بكل التطورات الاقتصادية التي هي في طور التشكل والتي لدينا حولها ما يكفي تقريبا من المعلومات وأكثر. تستحق هذه الثورة مؤتمراً عالمياً شبيها على الأقل بالمؤتمر الذي خصص للاحتباس الحراري، بل أكثر.
نادرة هي اليوم الإصدارات التي تتيح لغير المتخصصين الاطلاع على حجم ما يهيأ داخل مختبرات العالم بأكمله. مع ذلك فإن التقدم الحاصل الآن بسيط جداً ويَسِير تفسيره للجميع. هكذا يُنتظر أن تعمل التكنولوجيات من قبيل علم الجينوم والعلاجات الجينية، والخلايا الجذعية، وطب-النانو الترميمي، وتقنية التهجين ما بين الإنسان والآلة، أن تعمل قلنا في بضع أجيال فقط على قلب مجمل علاقاتنا بالعالم. ويحتمل أيضا أن يتضاعف متوسط العمر، على الأقل، خلال هذا القرن.
أما التراجع المتسارع للموت فسيشكل النتيجة المذهلة لما يسميه المختصون ب»التقارب NBIC الكبير»، أي التفاعل ما بين علوم النانو-تكنولوجيات، البيولوجيا، المعلوميات والعلوم المعرفية. و بالتالي ستفرض نفسها الفكرة القائلة بأن الموت مشكلة تنتظر الحل وليست واقعاً فرضته الطبيعة أو الإرادة الإلهية. ومع استكشاف الكون، سيصبح الموت الرحيم للموت الحد الأقصى للإنسانية.
سنرى قدرة التقنية على تعديل الحياة، ولا شيء سيحول بيننا وبين هذه السلطة. لا تتعلق المسألة هنا بمعرفة ما إذا كانت المعركة ضد الموت ستكسب أم لا، بقدر ما تتعلق بالخسائر الجانبية لهذا الانتصار بالنسبة لتعريف إنسانيتنا.
هذا المستقبل المذهل هو ما بين أيدينا.
سيكون للتقارب التكنولوجي إذن تداعيات على مجمل أبعاد مجتمعنا: الأخلاقية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية.
من اليسير إثارة الإعجاب، وأكثر من ذلك إثارة الخوف، حين نتطرق لموضوع مستقبل الإنسانية. لكن هدفي لا يتمثل في لعب دور نبي الشر.
يتجلى هدفي الأول في تفسير مفاهيم مازالت مجهولة من قبيل العلاجات الجينية («إصلاح» الجينات الفاسدة) أو تكنولوجيات-النانو (بنيات وآلات بمقياس نانوميتر، أي أصغر مائة ألف مرة من قطر شعرة)، بشكل يتمكن معه كل واحد منا من الوعي بحجم الثورات التي تنتظرنا في أفق بضع عقود.
أما هدفي الثاني فيتمثل في جمع معلومات موجودة من قبل، غير أنها مشتتة في المئات من الإصدارات والمقالات. كل العناصر المشار إليها في هذا الكتاب هي عناصر عامة، منشورة في مجالات ومتاحة على الانترنيت. لكن، لأنها معقدة – ومثيرة جدا للقلق – بقيت هذه المعلومة إلى الآن حبيسة حلقات المختصين. لقد أصبح من الحيوي إعطاء الجمهور بعضاً من المفاتيح حتى يتسنى فهم مستقبل الإنسانية جيدا.
إن الانتباه منشغل، كما جرت العادة، بضجيج تفاصيل يظن الجميع أنها مهمة. أثناء ذلك، يتقدم التاريخ الحقيقي – الذي سنتحدث عنه بعد قرنين – بصمت، ملفوفا بنوع من اللامبالاة الشاملة.
إن التحولات التكنولوجية القادمة التي تدمج انفتاح عوالم جديدة لم يتم استكشافها بعد، وإعادة النظر في عقدنا الاجتماعي وإعادة تأسيس اقتصادنا يمكن مقارنتها على التوالي بما كانت عليه في زمانها أحداث من قبيل اكتشاف أمريكا، الثورة الفرنسية وتطوير الانترنيت.
سيؤدي تقدم علم الجينات، وتكنولوجيات-النانو وتوسع انتشار الروبوتية Robotique إلى إعادة تشكيل الإنسانية في السنوات القادمة. فإذا كان القرن XX، العنيف، قرن محرك الاحتراق والبنيات التحتية الإسمنتية، فإن القرن XXI سيكون قرن اللامتناهي الصغر. قرن بمقياس جزيئي…لكن تقلباته ستكون ضخمة جدا.
لكن لإعطاء القارئ صورة عن حجم التحولات التي تنتظرنا، لن تكون أي مقارنة تاريخية كيفما كانت، كافية. ستتجاوز التحولات القادمة من حيث وَقْعِهَا، وسرعتها وتأثيرها كل ما عرفته الإنسانية في ماضيها. ستجمع الثورات المستقبلية القادمة في سيرورة واحدة، كل أشكال التغير التي تسببت فيها قطائع التاريخ السابقة بشكل منفصل. سيصدق هذا الأمر بشكل خاص على المجال الطبي: نحن على وشك انقلاب سيجعل من كل التقدم الذي شهده هذا المجال في القرن XX مجرد أحداث صغرى جدا.
سوف تؤدي دمقرطة démocratisation «ترتيب متواليات الحمض النووي (ADN) « لفرد ما (أي قراءة مليار من المعلومات التي يضمها إرثه الجيني patrimoine génétique ) إلى إحداث ثورة في ميدان الطب. بحيث ستفتح معرفة الخصائص الوراثية génétiques لكل فرد على حدة المجال لظهور طب شخصي médecine personnalisée . وفي نهاية المطاف، سيتيح «علم تشريح» المورثات إصلاح العيوب الوراثية الخطيرة أو القاتلة حاليا. كما سيمكن علم الجينوم la génomique ، أي دراسة طريقة الاشتغال البيولوجي على مستوى كروموزوماتنا chromosomes، من تنسيق زراعة واستخدام الخلايا الجذعية لغايات تجديدي régénératives. (3)
لقد فهم «براك اوباما» هذا الأمر جيدا- بعد تعيينه لـ»فرنسيس كولين»Francis Collins ، عالم الوراثة الذي يدير إتلاف أول تسلسل متواليات séquençage أدمي على رأس البحث الطبي الأمريكي (4). وتتمثل مهمته في جعل علم الجينوم المحور الرئيسي لإعادة انتشار الاقتصاد الأمريكي. فالطب الشخصي له الآن وزيره في ما وراء-الأطلنطي، في حين أننا مازلنا في فرنسا نتساءل عن الخلايا الجذعية، متأخرين بذلك تأخراً شديداً.
لدينا فكرة عامة حول ما ينتظرنا: باستطاعتنا أن نتوقع بيقين التدجين المتزايد للطبيعة من قبل الإنسان، بما في ذلك طبيعة هذا الأخير نفسه.
سيمكننا العلم من تملك مصيرنا بحيث يبدو احتمال قيام حركة جماعية باعتراض هذا التطور الأساسي ضعيفا، وذلك رغم الاحتجاجات المتوقعة. لقد انخرطت الإنسانية في هذا الطريق منذ أن تعلمت كيفية تدجين النار؛ فالمضي في اتجاه التحكم التام في الذات والعالم لا يعمل سوى على إكمال توجه اختارته الإنسانية منذ زمن بعيد.
فعوض الوقوف في وجه هذا التطور، يجب التفكير في وسائل لمصاحبته في أحسن الظروف. نتكلم كثيراً الآن عن «الفجوة الرقمية»، أي الهوة الثقافية ما بين «القدامى»، الذين لا يتملكون ناصية المعلوميات، والآخرين. بيد أن هذه الفجوة ستظل ظاهرة ثانوية مقارنة بالفجوة الكبرى، «الفجوة الجينية» التي تعلن عن نفسها سنوات 2030. يمكن أن يكون جيلنا، والجيل الذي سيأتي بعدنا، الأخير في تاريخ البشرية الذي لن يستفيد من «الإصلاح» ومن نوع من عقد الصيانة الدائمة لإرثهم الجيني والبيولوجي. إن أكبر لامساواة على مر التاريخ ستجد مكانها ما بين أولئك الذين سيموتون قبل نهاية الموت وأولئك الذين سيأتون بعدها.
بعض علماء المستقبليات يتوقعون انفجار القدرات البشرية حوالي سنة 2050 (5)، وذلك بفضل التقارب NBIC. ربما هم متفائلون، مع ذلك تبقى مسألة التاريخ هامشية: لا يهم سواء أتحقق ذلك سنة 2050 أو 2100.
توجد التساؤلات الأساسية في مكان أخر: فهل ستتبدل طبيعة إنسان تم تغييره عبر عملية تهجين بالآلات؟ هل ستفقد الإنسانية البيولوجية سلطتها مع ظهور الذكاء الاصطناعي؟ هل ستتم إبادة العقائد الدينية – أم بالعكس ستعرف تضخما – بفعل التطورات العلمية المعلنة وتحكم الإنسان في مصيره؟ وهل يعلن موت الموت موت الإله؟ وهل ستحل قريبا ديانة التكنولوجيا محل الدين؟
حتى إن كنا إلى حدود الساعة نجهل تفاصيل الأحداث، فإنه من الضروري أن ينظر المجتمع في هذه التساؤلات وأن يتهيأ للتغيير القادم. ستتعرض في لحظة ما، وبشكل دائم الحدود الأخلاقية المقبولة، بانتظام، لتجاوزات أكبر وأسرع. وسيتطور باستمرار تعريف المسموح به، مواجها في كل مرة استنكارا سرعان ما سيتم تذويبه بتحويل جديد لتلك الحدود.
ستؤدي التطورات الأربعة لـ NBIC دون شك إلى توترات سياسية واجتماعية كبيرة. لذا سنركز اهتمامنا من خلال فصول هذا الكتاب على مختلف مراحل الانقلابات القادمة بغاية فهم انعكاساتها.
إن هذه التجاوزات العلمية، التي أُدْخِلَت في البداية بهدف علاج النوع البشري، سوف تؤدي إلى اعتراضات عنيفة – ومشروعة في غالب الأحيان – ما بين من سننعتهم بالبيو-محافظين bio- conservateurs والمرشحين للاستفادة من مزايا تطورات العلم. لا تفصل الإنسان «المرمم» réparé عن الإنسان «المعدل» augmenté سوى خطوة سيتم بكل تأكيد تخطيها. أما البيو-بوليتيكا biopolitique، التي بدأت للتو بتنظيم نفسها من خلال قوانين البيو-اتيقا bioéthiques، فستصبح دون أدنى شك الاهتمام الرئيسي للمسؤولين السياسيين خلال القرن XXI.
بدأ بالفعل العديد من المثقفين البيو-محافظين بإبداء قلقهم، وهو القلق الذي قد يكون مبرراً. هكذا دعا الفيلسوف الأمريكي المتميز، والمستشار السابق للرئيس «جورج ولكر بوش»، «فرنسيس فوكوياما» (6)، دعا إلى المنع الفوري للبيو- تكنولوجيات…قبل فوات الأوان ! إن فسح المجال لتطور البيو-تكنولوجيات بالنسبة إليه، وبالنسبة لفلاسفة آخرين، معناه اغتيال ألفين سنة من التاريخ اليهودي-المسيحي. سيحكم الطب-التقني، وتهجين الإنسان مع الآلة، وغيرها من التقنيات، على البشر وقيمهم بالاندثار. لا يهم حجم الطلب الاجتماعي على العلاجات الطبية الناجعة والحاجة إلى شروط حياتية أفضل.
إن فتح علبة باندرو boîte de Pandore البيو-تكنولوجيات سيشكل في نظره ذلك الكابوس الذي على الإنسانية، منذ اللحظة، مواجهته بشتى الوسائل – بما في ذلك العسكرية – لإيقاف الحركية التي دشنها العلم. لقد سبق ل»فرنسيس فوكوياما» أن كتب – إبان سقوط جدار برلين والإمبراطورية السوفياتية أواخر سنوات الثمانينات – مقالاً حول «نهاية التاريخ» والذي حاول فيه بيان كيف أن موت الشيوعية قد فسح المكان لليبرالية باعتبارها منتهى التطور الإنساني …إن طلبه وَقف مَسِيرِ البيو-تكنولوجيات يسير في اتجاه خط تحليله لنهاية التاريخ السياسي. لكن، ألا يرتكب بذلك الخطأ نفسه بسعيه إيقاف تاريخ البيو-تكنولوجيات ؟
فلمن ستكون الكلمة الأخيرة، للبيو- محافظين أم للبيو- تقدميين؟
سيحاول هذا الكتاب، ودون انحياز، البحث عن وصف لحدود وصيغ النقاش. إنه لمن المستعجل فك شفرة رهانات التكنولوجيات الجديدة. يتعلق الأمر باستيعاب ما سيتيحه التقدم في القريب العاجل؛ وبفهم أنه بالإمكان الاختيار، في مواجهة تطورات لا مناص منها، ما بين بعض الخيارات.
إن الخطر الكبير الداهم ليس هو التطور البيوتكنولوجي في حد ذاته، بل الخطر يكمن في أن النقاش لم تتم إثارته إطلاقاً، في ظل غياب وعي كافٍ. إن هذا الخطر كبير بالقدر الذي لن يقع معه «انقلاب بيوتكنولوجي» بل أن ما سيحدث هو تقدم منتظم ومحتوم. إن هذا النقاش الفريد من نوعه لا يمكنه إلا أن يكون طويلا، مشوقا ومعقدا. سيلزمه الإجابة عن تساؤلات عديدة، لأن التطور القادم سيعبر عن نفسه عبر عدد لا يحصى من الاختيارات الصغرى بدل أن يعبر من خلال قطيعة كبرى متجانسة.
لكنه سيدور بشكل رئيسي حول تساؤل كبير واحد، وهو: ما هو المجتمع وما نوع الإنسانية التي نريدها مستقبلا؟
سنقدم في الفصل الأول لمحة عامة عن التطورات العلمية الحاصلة الآن أو على وشك الحدوث والتي ستقلب رأسا على عقب مجتمعنا. لقد بدأت لوبيات مؤثرة، مسلحة ايديولوجيا ومرتبطة بمقاولات عتيدة، بالعمل بنشاط على نشر هذه التكنولوجيات الجديدة بالغة بذلك نواة إنسانيتنا.
أما في الفصلين ألاحقين فسنعمل على بيان كيف أنه لا يمكن تفادي التطبيق المتنامي لتلك التكنولوجيات، وذلك راجع لسببين على الأقل: أولا لأن ذلك التطبيق سيظهر كضرورة بيولوجية وثانيا لأنه سيستجيب لطلب مجتمعي متزايد.
أمام هذا الطلب، أصبح من المستعجل أن تتكفل السياسة بمسألة البيو- تكنولوجيا. لذا سنتطرق للمعالجة السياسية لهذه التساؤلات في الفصل الأخير.

(°) باحث، أستاذ مادة الفلسفة، من أعماله ترجمة كتب «رحلة قصيرة في عالم الكوانتا» لإتيان كلاين، «الموضوع الرباعي – ميتافيزيقا الأشياء بعد هيدجر» لغرهام هرمان، و»من الكينونة إلى الصيرورة» لإليا برجوجين

 

الهوامش:

عنوان الكتاب الأصلي:
Alexandre Laurent : La mort de la mort, comment la techno-médecine va bouleverser l’humanité, Éditions J.-C. LATES, 2011.
(2) عاد «لويس» الرابع عشر من الصيد دون أن يكون على علم بخطورة الأحداث التي عرفتها «باريس».
(3) يقصد بالخلايا الجذعية تلك الخلايا التي لم تتخصص بعد في نوع من الخلايا النوعية. إن قدرة التمايز هذه تمنحها إمكانية الحلول محل أي نسيج tissu أو عضو مريض. هذه «الخلايا المجددة» هي إذن مفتاح العلاج الخلوي cellulaire والطب التجديدي médecine régénératrice الذي يعرف تقدما كبيرا.
(4) أعلن الرئيس «باراك اوباما» في الثامن من تموز (يوليو) من سنة 2009 تعيينه لعالم الوراثة «فرنسيس كولين» على رأس NIH، أي معاهد الصحة الأمريكية. وقد سبق لهذا العالم أن كان مديرا للمعهد الوطني للبحث في الجينوم البشري ما بين سنة 1993 و2008. وتقوم المعاهد الأمريكية للصحة NIH بتمويل ستة آلاف عالم في مختبراتها الخاصة بميزانية سنوية تصل إلى 30 مليار دولار، إضافة أيضا إلى 325 آلف باحث الذين يعملون في مختلف الجامعات ومعاهد البحث في الولايات المتحدة الأمريكية ومناطق أخرى من العالم.
تنعت هذه اللحظة باسم «الطابع الفريد»(5)
(6) – Francis Fukuyama, La Fin de l’homme, Gallimard, 2004.


الكاتب : كمال الكوطي (°)

  

بتاريخ : 13/10/2023