موسم مولاي عبد الله أمغار ، المهدي الفاطمي : تسجيل 4 ملايين زائر عوض مليونين كان ينتظرها المنظمون

 

انطلقت، صباح يوم الجمعة 5 غشت 2022، فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، الذي يقام كل سنة في نفس التاريخ، وتميز حفل الافتتاح الأول بإعطاء انطلاقته من طرف وفد رسمي، تكون من الكاتب العام للإقليم محمد العطياوي، ومولاي المهدي الفاطمي رئيس جماعة مولاي عبد الله وعدد من المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، ورئيس المجلس العلمي لإقليم الجديدة، وعمداء زاوية الأمغاريين، وقام الوفد بتأدية صلاة الجمعة كما تميز الافتتاح بقراءات جماعية للقرآن الكريم وبأمداح نبوية فضلا عن زيارة لضريح الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار.
ويوم الثلاثاء 9 غشت 2022 سلم سعد الدين سميج المكلف بمهمة الحجابة الملكية، هبة ملكية لفائدة الشرفاء الأمغاريين بمناسبة موسم مولاي عبد الله أمغار، استفاد منها ما مجموعه 267 شخصا من بينهم العشرات من الأسر المعوزة والأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة بالمنطقة، قبل التوجه إلى ضريح مولاي عبد الله أمغار، حيث رفعت أكف الضراعة بأن يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس وكافة أفراد أسرته الملكية الشريفة.
وقد شملت هذه الهبة الملكية، إلى جانب الشرفاء الأمغاريين، توزيع نظارات على أطفال وتلاميذ معوزين ضعاف البصر بمنطقة مولاي عبد الله أمغار وهدايا لأطفال أيتام وكراسي متحركة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتم ذبح أضحية عبارة عن « ثور» هدية من ساكنة الجماعة للمحتاجين والمعوزين في طقوس دينية قديمة تقربا لله عز وجل .
وبلغ عدد زوار موسم مولاي عبد الله 4 ملايين زائر و 23 ألف خيمة و 250 ألف زائر مقيم برواج تجاري يقارب 50 مليارا.
وعلى مدى أسبوع من موسم مولاي عبد الله أمغار، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس ، حرص رئيس اللجنة المنظمة ورئيس جماعة مولاي عبد الله ، مولاي المهدي الفاطمي، على تتبع كل التفاصيل، سواء التنظيمية أواللوجيستيكية، حيث كان حاضرا بقوة مع فريق عمله، وبمساعدة ومجهود جبار لكل القوات العمومية من الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والفعاليات المدنية والجمعوية، لتتبع كل الهفوات أو تتبع سير وراحة الزوار والوفود والجمهور الغفير الذي جاء طوال الموسم من جميع مناطق المغرب والذي حج بكثافة لزيارة مختلف الفضاءات التي احتضنت الموسم، سواء داخل «المحركين « أو المنصة الفنية التي أقيمت فيها السهرات على مدى أربعة أيام .
وفي تصريح للجريدة قال مولاي المهدي الفاطمي: « بلغت كلفة موسم مولاي عبد الله لهذه السنة 50 مليارا و23 ألف خيمة و 250 ألف زائر مقيم و2 مليون زائر بمشاركة ما يقارب 2000 فارس و110 سربات يمثلون مختلف المدارس المعروفة في فن التبوريدة «.
وأضاف الفاطمي رئيس جماعة مولاي عبد الله : « موسم مولاي عبد الله تظاهرة ثقافية ودينية وفنية وسياحية وفرصة لإبراز التراث الغني والعريق للمملكة»، مبرزا الجهود التي تبذلها السلطات المحلية لضمان استقبال الزوار في ظروف جيدة ، وللاحتفال ب « تيط « (الاسم السابق للجماعة) كقلعة وحصن للعلم والمقاومة ضد قوات الاحتلال الأجنبية، وكذلك بالولي الصالح مولاي عبد الله محمد أمغار، الصوفي الكبير وعالم عصره.
كما برمج المجلس الجماعي، يقول الفاطمي : « 3 سروج للفائزين الثلاثة الأوائل لفرسان التبوريدة بالإضافة إلى 200 ميدالية و10 زرابي للفائزين « . كما قدم المجلس البلدي للمشاركين في التبوريدة ، أعلاف الخيول وتوفير الماء والإنارة بالمجان وتزويد جميع الخيام بالمستلزمات الضرورية ليجد الجميع وزوار الموسم الراحة والطمأنينة .
من جهته قدم كمال التازري، قائد سرية سيدي بنور، قائد مركز القيادة بموسم مولاي عبد الله توضيحات للجريدة واستفسارات عن المهام التي يؤمنها رجال الدرك الملكي بموسم مولاي عبد الله لزائريه ومقيميه .
وقال ل «الاتحاد الاشتراكي « وفرنا 600 عنصر من رجال الدرك وزعت على 8 مقاطعات ومركز قضائي و3 وحدات لفرقة الدراجين وأول مرة استعملنا طائرة « الدرون « لمراقبة الموسم على طول الأسبوع لاشتغال يومي 24 ساعة على 24 ، حرصت على تأمين المحركين للتبوريدة والسير والجولان وللمصطافين . كما وفرنا، يقول التازري، 800 خيمة كبيرة و200 خيمة صغيرة لعناصر الدرك الملكي موفرين لهم الأكل والشرب والراحة .
من جهته قدم خليل جبران، المفتش العام للقوات المساعدة، جميع التسهيلات وجميع المساعدات للكولونيل عبد المطلب السملالي القائد الإقليمي ونائبه ليوتنان أول الكولونيل عبد العالي السحيمي، بتوفير كل المتطلبات العنصر البشري حيث وصل العدد إلى 600 عنصر من القوات المساعدة بجميع الفصائل من وحدات التدخل السريع ( MOBIL) والحرس الترابي والخيالة وقوات مساعدة تابعة للقياد في تعاون تام مع رجال الدرك الملكي لتأمين « المحركين « للفروسية وتوفير الأمن لخيام المقيمين طيلة أسبوع الموسم على مدار 24 ساعة / 24 .
ويعزى تسجيل النجاح الكبير لموسم مولاي عبد الله الذي عرف عددا قياسيا من الزوار أو المقيمين إلى التعاون الكبير ما بين المنتخبين وعلى رأسهم مولاي المهدي الفاطمي ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والجمهور المسالم الذي يرغب في الفرح والهدوء والطمأنينة.
وعاينت الجريدة التنظيم المحكم على طول أسبوع الموسم، من نظافة يومية في الصباح الباكر، وأماكن مخصصة كمراحيض وأخرى مخصصة ل»الدوش»، وأماكن مخصصة لوقوف السيارات وسلاسة في السير والجولان من طرف رجال الدرك الملكي .
وأشرف على تنظيم هذه التظاهرة الناجحة، والتي تحظى بتسويق كبير من طرف رجال الإعلام والمهتمين والباحثين، وتعتبرا ملتقى روحيا ودينيا وموروثا ثقافيا أصيلا، شركة مكلفة بالتنسيق والتواصل والإعلام ، فازت بهذه النسخة في إطار فتح العروض والأظرفة من طرف المجلس القروي لجماعة مولاي عبد الله بشفافية تامة .
وعرفت نسخة هذه السنة للموسم ، الذي صنفته « الإيسيسكو « تراثا لا ماديا، مشاركة ما يقارب 2000 فارس و110 سربات يمثلون مختلف المدارس المعروفة في فن التبوريدة، ويعتبر أكبر تجمع للفروسية بالمغرب.
كما تواصلت الأنشطة الدينية المنظمة على هامش الموسم،على طول الأسبوع، من خلال دروس دينية مختلفة للرجال والنساء، وليلة مولاي عبد الله أمغار التي أحياها مادحو وأئمة جماعة مولاي عبد الله أمغار بالمنصة الرسمية للموسم.
وتواصلت عروض الصيد بالصقور للشرفاء القواسم، الذين قدموا عروضا للصقور على إيقاعات الموسيقى التقليدية المغربية، والتي تحتل مكانة متميزة في هذه التظاهرة الثقافية.
وتضمن برنامج عروض الصقور أنشطة متنوعة، بينها إقامة معارض للصقارة، فضلا عن مسابقات فنية وفوتوغرافية للشباب المبتدئين وذوي الخبرة حول موضوع الصقر.
وشهد موسم مولاي عبد الله أمغارأربع سهرات في نسخته الحالية افتتحتها أوركسترا مصطفى الدكالي المحلية، إضافة إلى الفنان ولد الطويل ومغنية العيطة سهام المسفيوية، إلى جانب حال الغيوان وسعيد الخريبكي ونعيمة العبدية وعبد العزيز الستاتي ومجموعة السهام وسعيد ولد الحوات .
وسجلت اللجنة المنظمة حضورا جماهيريا كبيرا، حيث توافدت الجماهير بكثافة إلى المنصة الرئيسية، وبلغ العدد رقما قياسيا لم يسبق أن تم تسجيله في هذا البرنامج الفني للموسم.


الكاتب : بعثة موسم مولاي عبد الله أمغار / مصطفى الإدريسي - تصوير : عبد الله بلعباس

  

بتاريخ : 16/08/2022