نددت بالإضرابات المتكررة غير المفهومة … الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلامذة تدعو إلى تعويض الزمن المدرسي المهدور

أصدرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلامذة بالمغرب بيانا بتاريخ 8 مارس 2022، أكدت من خلاله أنها وهي تتابع، بترقب كبير، ما ستعرفه المنظومة التربوية من إصلاحات تطبق بفعالية ما جاء به القانون الإطار للتعليم، وتقترح ما ينسجم مع التوجهات الواعدة التي وردت في النموذج التنموي الجديد، تعبر عن قلقها وتذمرها من الوضعية الراهنة التي تشهدها المدرسة العمومية المغربية جراء الاضطرابات المتكررة التي فاقت( 40) يوما والتي تجعل زمن التعلمات الدراسية في ضياع مستمر مما يعمق أزمة المنظومة التي تعرف أصلا الكثير من الأعطاب، وفي الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع المغربي الانكباب بسرعة على معالجة هذه الاختلالات يضيف بيان 8 مارس 2022 ، نجد من يفضل نهج أسلوب الحسابات الضيقة، ولو أدى ذلك إلى التضحية بالزمن المدرسي لفلذات أكبادنا، في انتهاك صارخ لحقوق المتعلم الذي خرج من زمن كورونا يكابد الصعوبات بمجهودات فردية، وأخرى مؤسساتية تمكن مع ذلك من تحقيق مستوى التحصيل الدراسي الذي تطمح إليه الفيدرالية، التي سعت جاهدة كشريك إيجابي يتمتع بثقة جميع الشركاء، وواع بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه لضمان الزمن الطبيعي والعادي للمتعلم . غير أن السنة الدراسية الحالية عرفت انطلاقة متأخرة في شهر أكتوبر عوض شتنبر، مما قلص من عدد الأسابيع المضمنة في المقرر الوزاري للموسم الدراسي 2021//2022، الشئ الذي لن يمكن من إتمام المقرر الدراسي، وهو ما يضرب في العمق المبدأ الدستوري القاضي بجعل التعليم الجيد حقا من حقوق المتعلم ويتعارض مع المادة 26 من القانون الإطار ( 51,17) التي نصت عل ميثاق المتعلم بوصفه الوثيقة التعاقدية التي تفرض على كل الجهات المسؤولة ضمان حقوقه الدراسية وعلى رأسها الاستفادة من زمن التعلم، المقرر كاملا غير منقوص. وأمام هذه الإشكالية العنيقة التي لاشك أن الوزارة تؤكد الفيدرالية، واعية بخطورتها تتقاسم معها حساسيتها وتطالب بتدخل فوري وبشكل مستعجل، يستدرك ما يمكن استدراكه حتى التمكن من إنقاذ الموسم الدراسي الحالي، وإيقاف المنحنى التنازلي لمستوى التحصيل الدراسي الذي بلغ مستويات متدنية تقر بها المؤسسات الوطنية والدولية.
وأكدت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلامذة بالمغرب، أنها بحكم تجربتها وموقعها داخل المنظومة، واعية بمدى خطورة الوضع التعليمي الدراسي بالمغرب. وتدق ناقوس الخطر لما آلت إليه الأوضاع وتنبه إلى أن المسار التعليمي مرتبك، معبرة عن استعدادها للانخراط في كل المشاريع التربوية التي تستهدف المتعلم، بل تمتلك مقاربة ناجعة تستطيع من خلالها أن تكون في الموعد، نظير الثقة التي تتمتع بها وكذلك الكفاءات التي تتوفر عليها من ذوي الخبرة والتمكن في المجال التعليمي .
وأكد البيان ( تتوفر الجريدة على نسخة منه ) أن الفيدرالية، وهي تعبر عن موقفها من كل الإشكالات التي يعاني منها قطاع التعليم، من موقع مسؤوليتها وحسها الوطني، فإنها تمد يدها لكل الغيورين على القطاع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتدعو كافة الجهات الرسمية عموما ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خصوصا، من أجل التفاعل بشكل إيجابي، والحرص على تعويض الزمن المدرسي المهدور، وتدعو الأساتذة والأستاذات إلى التشبث بروح المسؤولية الوطنية والتربية التعليمية، تجاه أبنائنا وبناتنا بالمدرسة العمومية، والبحث عن آليات ترافعية لملفها المطلبي لا تمس بزمن التعلمات، داعية الجميع إلى تقديم أقصى حد من التضحيات وجعل مصلحة الوطن والمصلحة الفضلى للتلميذ فوق كل اعتبار ، ونبهت في الأخير إلى خطورة إقحام التلميذات والتلاميذ في ما يمس استقرار بلادنا .


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 17/03/2022