نصف المواليد الجدد يعانون من فقر الدم والمولدات يقمن بأدوار محورية في حماية صحة الأم والطفل

تم الكشف عن ذلك خلال لقاء نُظم بمصلحة قطرة الحليب في الدارالبيضاء

 

شدّد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على الدور الكبير الذي تقوم به الممرضات والمولّدات، خاصة في المناطق الجبلية والنائية، من أجل تتبع النساء الحوامل ومراقبة وضعهن الصحي والاهتمام به، بما يضمن ولادة سليمة بعيدة عن المضاعفات المفتوحة على كل التبعات. وأكد رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص على أن العنصر التمريضي بشكل عام يقوم بدور محوري وأساسي داخل المنظومة الصحية وهو ما يمكّن من استمرار وتأمين تقديم الخدمات الصحية المختلفة في الحواضر والقرى، داخل مراكز القرب الصحية التي تعتبر المدخل الأول للعلاجات وعلى صعيد المستشفيات بمختلف مستوياتها.
وأوضح الدكتور عفيف، بمناسبة تنظيم مصلحة قطرة الحليب في مدينة الدارالبيضاء لفعاليات اليوم الثامن للممرضة والمولّدة، تحت إشراف الجمعية المغربية للعلوم الطبية وبشراكة مع الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، والجمعية المغربية للأم والطفل، يوم السبت 20 أبريل، والذي اختير له شعار «من أجل تحسين الألف اليوم الأولى للرضع للوقاية من مرض فقر الدم، بأن العمل الكبير الذي تقوم به الأسرة التمريضية، خاصة في القرى والجبال، ساهم في تعزيز الوقاية الصحية من خلال حملات التلقيح ضمن البرنامج الوطني للتمنيع، مضيفا بأن «القابلات» يقمن من خلال تواجدهن وعملهن الدؤوب بتوفير شروط الولادة الصحية السليمة، وبتوجيه الحالات التي قد تعرف مضاعفات نحو الطبيب المختص والمؤسسات الصحية المعنية للقيام بما يلزم، وهي الجهود الذي تساهم في شموليتها في تقليص نسب وفيات الأمهات والمواليد دون سن الخامسة، في ترجمة لأهداف الألفية المتعلقة بهذا الباب.
من جهته أكد الدكتور عبد اللطيف العلمي، رئيس جمعية قطرة الحليب في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على غياب إحصائيات دقيقة بخصوص المواليد الجدد المصابين بمرض فقر الدم أو ما يعرف بـ «الأنيميا»، مشددا على أن المعطيات العلمية التقريبية تشير إلى أن نصفهم يكونون عرضة لهذا الداء بعد ولادتهم، الأمر الذي يتطلب متابعة وتكفلا دقيقين لتفادي التبعات الوخيمة للمرض. وأوضح الاختصاصي في طب الأطفال في تصريحه للجريدة، بأن هناك حاجة ماسة لتتبع الرضع الجدد من أجل تأمين توفير مادة الحديد لهم في نظامهم الغذائي، وهو ما يفرض تمكينهم من رضاعة طبيعية منتظمة لما لحليب الأم من فوائد، إضافة إلى إدخال الأغذية الضرورية المحتوية على الحديد في النظام الغذائي للرضيع بعد بلوغه ستة أشهر.
وأبرز الدكتور العلمي أن من بين الإشكالات التي قد تؤدي إلى ولادة الرضع وهم يعانون من فقر الدم عدم خضوع الأم الحامل لمتابعة طبية منتظمة من خلال إجراء التحاليل الضرورية وهو ما يتسبب في هذا الإشكال للرضيع، الذي يكون حضور خلايا الدم الحمراء في جسمه أو الهيموجلوبين غير كافٍ، ويتعلق الأمر ببروتين يسمح لخلايا الدم بنقل الأوكسجين إلى خلايا أحرى في الجسم، وبالتالي يكون الحديد ضروريا لتكوينه.
هذا وقد عرف اللقاء العلمي، الذي يأتي اعترافا بأدوار ومهام الممرضات والمولّدات، تنظيم مجموعة من العروض، إضافة إلى تقديم كلمات في هذا الباب لمجموعة من المسؤولين والفاعلين الصحيين، كما هو الحال بالنسبة للبروفيسور مولاي هشام عفيف، رئيس المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، والبروفيسور أحمد السالمي، مدير مستشفى عبد الرحيم الهاروشي للأطفال، والبروفيسور نعيمة سموح الاختصاصية في أمراض النساء والتوليد، والبروفيسور ياسين حفياني، الاختصاصي في التخدير والإنعاش.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 23/04/2024