«نوافذ شعرية» لدار الشعر بمراكش : رؤى وأصوات شعرية تضيء ألق الشعر

اختارت دار الشعر بمراكش، ليلة الجمعة 27 شتنبر، أن تحتفي بالمنجز الشعري المغربي على اختلاف رؤاه وحساسياته. واحتضنت القاعة الصغرى بالمركب الثقافي الداوديات بمراكش، فقرة جديدة من برنامج «نوافذ شعرية». إذ التقى الشعراء: أمينة المريني، نورالدين ضرار، ثريا القاضي، وعازف القانون محمد رشدي المفرج والفنانة صباح زيداني، والتي اختارت مقامات صوفية وقصائد مغربية تنتمي للشعر الحديث، كي يشكلوا جميعا ويخطون ليلة شعرية بامتياز. فقرة نوافذ شعرية والتي تأتي ضمن البرمجة الثقافية لدار الشعر بمراكش، ضمن الموسم الثالث، خطوة ثانية بعد الدرس الافتتاحي التأسيسي لافتتاح الموسم (13 شتنبر)، وخطوة أخرى نحو مزيد من الانفتاح على التجربة الشعرية المغربية.
اختارت الفنانة صباح زيداني، بمعية عازف القانون محمد رشدي المفرج، أن تنتقل بين مقامات صوفية وموشحات عربية ومقاطع غنائية.. اختارت الانفتاح على القصيدة المغربية الحديثة، كي تنسج مقاطع ربطت بين ألق الشعر والأداء وحس صوفي راقي في احتضان الكلمة الشعرية. تمازج خلاق، انساب بين قصائد الشعراء، وأداء صوت شجي يتمم جملا موسيقية شكلها الفنان محمد رشدي بأنامله على القانون. واختارت الشاعرة أمينة المريني، هذا الصوت الشعري الذي أضحى تجربة إبداعية أفردت لرؤاها ومكاشفاتها ومكابداتها، بعدا صوفيا يعطي لما تسمه الشاعرة ب»الحب الأزلي للشعر» الذي تفتق في روحها، إذ قرأت بعضا من قصائدها الحديثة والتي تفتح ملاذا صوفيا امتدت به نحو المزيد من ترسيخ قيم الخير والجمال والتسامح.
«تقول العواذل همسا
إلامَ اعتلالك بالحسْن في نقطة الخال،
لا أوبة نحو شط ابتلالكْ؟؟؟
إلى أين ياعبدُ عدْ من مته المجاز
وأسقام رؤياكَ ،
لا تجعل الحبرَ بحرَ نزالكْ
ستهلَك في ومضة
من سيوف انخطافكَ
تحت خيول انذهالكِ…
أقول أنا في امتزاجي مع الحُسن
مملوك هذا السناء ومالكْ….
وإنيَ هالكٌ، هالكٌ، هالكٌ بالجوى
وابنُ هالكْ….»
وشارك الشاعر نورالدين ضرار، الشاعر والمترجم، والذي راكم تجربة إبداعية لافتة منذ ثمانينيات القرن الماضي، فمنذ ديوانه الأول «تسكعات في خرائط التيه»/1999، واصل الشاعر رحلة الكتابة والترجمة منفتحا على أقاصي وجغرافيات شعرية كونية، وتمثل دواوينه «توشيات لأهواء الحب والمطر» و»أناشيد البقاء»..انتهاء ب»هلوسات خارج التغطية»، منجزا يلامس تلك التفاصيل الصغيرة بأسلوب شذري.
«أفسحوا لي في غمرة الهتاف
ناصية على الرصيف كي أستريح
أو اتركوا لي كرسيًا مهترئًا
في مقهى العطالة
لأسكنه للأبد..
وليكن لي على أرصفة الهباء
أن أدمن لآخر العمر هذياني
كأني كل الناس
وكأني لا أحد.. «
وخطت الشاعرة الزجالة ثريا القاضي مسك الختام لديوان ليلة نوافذ شعرية، في مواصلة من دار الشعر بمراكش، الانفتاح على هذا المنجز الشعري الذي أمسى يحقق تراكما لافتا السنوات الأخيرة. أصوات نسائية، أضحت تفتح بإبداعها أفقا جديدا للقصيدة الزجلية بالمغرب. وتتقاطع تجربة ثريا القاضي مع الأسلوب الشذري في الكتابة الزجلية، من خلال لغة تنصهر في الوجدان، وتنحو اتجاه شعرنة الألم.
من قصيدتها «لو كان ف جهدي»..
«انا لمكيدة صبري ب لحبا ..  المتنية
شفت ما شفت
شفت صبري يضرب ف لهوا
يتلدد عرايا
ويكشف ع لمخبي فيا
يشالي ب لحزان الساترة
ديك الكبدة الزغبية
وشاعلة فيا فتيلة لشواق
يترجاك صبري يا ولفي
ب لقلم لمبكي
بين ضلوعي حروفك
تخليني بين دراعك نكون
لدة شاقة بحور ذاتك
وحلاوتها ف غصان اهواك»


بتاريخ : 02/10/2019