نُورٌ

(اشْتَقْتُ إلى ما خطَّ الشعراء على الأوراقْ
من حرفٍ يترقرق كالماء ولا يتورَّع عن إحراقْ
فعلى هذي الشاشة يستعصي
الدمعُ ويسكت كل غناءْ
تعمَى عينُ العاشق أن تبصر ما تهوى
وما تدركُ نفس الخالق ما تشتاق).

***
لم يعُدْ منذ مضَى!!!
اْلْأحْياءُ سدُّوا الأفْقَ بالأوهام ِ
حتى يمنعوا الذاهبَ من عَوْدٍ إلى العمْر الجميلْ:
فلدَى البيت القديم ْ
كان ظلاً وارفاً يغمر بالنور الأحبَّاءَ،
فيُعطي النفسَ ما احتاجتْ،
ويَسقي الطفلَ من دفْق ٍ كريمْ.
لَمْ يعدْ منذ مضَى يَسمعُ من أغنيتي
غير الذي تحمله الريحُ وتذرُوهُ على كُلِّ سبيلْ
من زفير الأسر إذ أبكي : فدمعاتي همَت،
تحتجُّ لا تشكو، ولا تطلب في الموت لقاءً مستحيلْ
ما أتتهُ كلماتي وأنا في مُحتمل النُّطفةِ أنْ
أهجـِسَ باللعنة في رفضي حياة ً،
ووجوداً صاغرَ الأحلام في جسم عليلْ.
لم يقل لي منذ بدء اللعبة الأخطر ِ:
إن العيش أن ترضى بما أخلقُهُ وحدي،
وأن ترتاح للسَّجنِ،
وأن تَضْؤُلَ كالصرصار في أزمنة ٍ
تقصُر في الضوء طويلاً،
أنتَ يا عبدي الذليلْ!!!
إنني أطلبُ في حريتي أن أصنعَ
ما يجعلني في الكون نُورَ المستحيلْ
وأكُونَ الرافِضَ النفيَ ،
وليلَ القبْر والأكفانِ،
وأن ينزعَ عنِّي يَوْمِيَ الطائر ُ
كفَّ الرعْبِ مٍنْ آتٍ ثقيلْ!!!


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 09/09/2022