هامش على دفتر الفواجع

عُدة الرحيل
البوصلة مُوقدة شهوة الرحيل وشاهدة مقبرة التائهين..
كلما تعَطلت شوكة البوصلة، استيقظ جنون الموت في قلب المغامر
الخرائط رائد يكذب أهله في عماء التيه..
والأشرعة راية الاستسلام لسلطة الريح.

صوت الصمت
الأصم الحقيقي من عجز عن سماع الصمت وهو يتكلم!

شك
لا يَقْوى جسدي على حَمْل رأسي، أيُّهما العليل؟

الوجود كاختيار
لا جدوى من حياة تُعاش كقدر، أريد أن ألمس تلك الرعشة الممتعة بأني أعيش وجودي
كاختيار، كحقيقة لا كمثال تصوري، أن أحتك بالأشياء الجميلة دون أن تختفي، أو تنطلق
مثل شرور صندوق باندورا.. لأُعِين بيسوا على رفع العجز عنه ليعبر «على نحو ما عبرت
عنه تلك الجملة البسيطة والجامحة لكتاب جوب» إن روحي متعبة من الحياة».. وأساعد
يفتوشينكو للوصول إلى نفسه في الموعد.

درس في الإستوغرافيا
الكذب هو ما يجعل السياسة ممكنة والتاريخ حفنة وقائع لم تحدث يرويها أفاكون وأدعياء.

الأمل
أن تكون بارعاً في زراعة الحلم فيما لا تُجيد سوى حصاد الخيْبات !
كمن يخرج من بيته بشمسية ويعود بِممطرة..
الأمل ضوء الشمس حين تلقي بظلالنا مثل الصليب وراء ظهرنا خشية مداهمتها بأقدامنا،
وأن يبدو لك الموت مجرد نزوة عابرة.. كدليل حياة!
لعلنا نموت من أجل أن نحيى أكثر.

شاهدة
الموت مجرد دارة كهربائية قصيرة (COURT DE CIRCUIT).. كأن تتبدَّى لك الحياة مثل معركة أنت المنهزم فيها حَتْما أو أن تحس ألا أنامل تُهَدْهد سرير أفكارك النائمة، وأن تسمع صفيرا مُدَويا لصوت الفراغ في جُمجمتك، وألاَّ رغبة تحرك نبَضات قلبك!
فالموت سيد للموتى وسط الأحياء فقط، أما في عالم الأموات، بين أولئك الذين لم يعد لهم
الأمل والحق في الحلم، فلا يرهبهم الموت ولا سلطة له عليهم..
لا يعني الموت سوى رفضنا الرغبة في الحياة ببلادة.

دموع
كل البِحَار تأخذ مُلُوحتها اليوم من الدمُوع التي فارقتُها قسراً..
فَعُذراً لسؤال بابلو نِيرُودا!

ارتياب
لا تثقُ الأغصان بنزاهة وُعُود مِنْشار الحطَّاب
الحَطَبُ نثق به فقط حين يكون في الغابة.. وحين يدخل الموقد، يفقد ثقته بنا!
وأشياؤنا السرية التي نُحَوِّلها إلى حَطَب، خوفا من تَلَصُّص الآخرين، تظلُّ مثل الجمر
مُشتعلة في قلبنا.

نجدة
أي غرقى يستطيع أن ينقذهم ظلي من ثقل أحلامهم.
صفقة
السذاجة هي الضريبة التي نعقد بها صفقة سلام مع غباء العالم!
«سذاجة العيش بدون تأمل».

حقيقة موجعة
سفاكو الدماء لا يُقيمون إلا في فسحة الموتى.

رهبة
منذ تشظى قلبي تحت قدميها..
لست أدري، كُلَّما مالت الشمس إلى المغيب
مددتُ يدي مخافة أن ينكسر القرص!

ادعاء
أكلَتْ قلبي ومع ذلك ادعت أنها نباتية !

كسل الوقت
ساعتي دوماً تُخطئ الحساب.. لا تنام حتى وقت متأخر من الليل،
فيَعْتري عقاربَها كسلُ الصباح!

إبهام
كلما انتصبت أمام المرآة زاد غموضي!

الوجع الآخر
الغياب زاد حتمي للإحساس بوجع السفر.

تَملك الخسارة
حب امتلاك الشيء لا يفسد الشيء وحده، بل الحب المحرك له أيضا.

خُدعة
الحياة مثل المومس.. تخدع رجالا كثيرين
لكن لا بد يوما أن يخدعها رجل واحد.. يقينا لن أكون أنا؟!

القن السري
أعظم حرية هي قدرتك على النفاذ إلى عمق ذاتك دون الحاجة إلى كلمة السر.

الأنثى والحرب
جسدك هو الساحة التي أتقبل فيها تكبّد الخسائر الفادحة عن طيب خاطر..
فالأنثى مثل الدنيا، تؤخذ غلابا.
والحب مثل الحرب، حيث نذهب إلى الموت المرتقب بشهوة الحياة.

التباس مفهومي
أيهما أكثر صدقا:
من يحسن التعبير عن الكذب أم من يسيء التعبير عنه؟

سر
– ماذا يبث الصياد في الشص؟
– وضاعة القتل باسم الحق في العيش.

الدليل
للصمت الثقيل خفة الكلام مأهولا بصوت المعنى..
يجترح الصمت لنفسه كيمياء الدلالة في خواء الفراغ، احتمال الوجود لا يقين الحضور.
ألهذا كان الصمت أقوى أسلحة السلطة؟

شفقة
أي منديل سيُجَفف وجه المطر؟!

لغة الموتى
في مستودع الأموات، أي لغة تتكلم الجثث؟


الكاتب : عبد العزيز كوكاس

  

بتاريخ : 04/03/2022