هناء علي البواب، مديرة دار نشر «خطوط وظلال» في أول تجربة للعرض بالمغرب:

المغامرة الإبداعية المغاربية حفزتنا
على الدخول في مغامرة النشر

 

في أول تجربة للعرض بالمغرب، وبعد مغامرة أدبية في عالم النشر انطلقت في عز أزمة كورونا، وتوجهت الى القارئ العربي بمختارات أدبية وفكرية مختلفة المشارب والحساسيات، تحمل الشاعرة هناء علي البواب، مديرة «دار نشر خطوط وظلال» الأردنية مشروعها الوليد لا لتسافر به الى جغرافيات أخرى بل إلى أفق أرحب، أفق القراءة الذي ينحسر يوما بعد يوم في عالمنا العربي عموما، والمغربي خصوصا.
حول مشاغل النشر والكتابة والقراءة، كان لنا معها هذا الحوار الذي خصت به جريدتنا:

* هل يمكن للدكتورة هناء البواب، أن تقدم لنا صورة مقتضبة عن شخصيتها أولا؟

– أنا دكتورة في اللغة العربية وشاعرة ولدي مؤسسة بيت الثقافة والفنون في عمان، وهي مؤسسة تحاول أن تقدم لجمهورها مساعدة معرفية في مجالات عدة منها الموسيقى والغناء والأب بشتى أشكاله، وصولا إلى الجلسات النقدية .
وحلمت بدار نشر وقمت بتأسيسها في زمن كورونا مع الشاعر والفنان محمد العامري. كان الحلم صغيرا ومغامرا لكننا استطعنا أن نقف ونسير لنصبح من دور النشر التي يشار إليها بالبنان.

* كيف ترى الأديبة والناشرة وضع الثقافة العربية عموما؟ و ما يتعلق منها خاصة بحال القراءة، أي استهلاك الكتاب، ووضع مجال النشر في العالم العربي؟

– بصراحة الأمر مربك جدا في ما يخص الثقافة العربية. ففي غالب الأمر تكون ميزانيات وزارات الثقافة في العالم العربي في ذيل ميزانيات الدولة، وهذا مؤشر على أن الثقافة ليست من أولويات المؤسسة الرسمية، مما انعكس سلبا على تطور الوعي لدى العامة والخاصة، لذلك نجد أن نسبة القراء في العالم العربي نسبة مخزية وصادمة، فقد ذكرت نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر على سبيل المثال الى أن العالم العربي يقف في ذيل قائمة الأمم القارئة، ذلك أن متوسط معدل القراءة فيه لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى.
فمن الطبيعي أن نجد أن استهلاك الكتاب في العائلة العربية بسيط وليس من أولوياتها لأسباب ذكرتها إحصائيات كثيرة في اليونسكو وبعض مراكز الدراسات العربية.
ومن أخطر الأسباب حقيقة هناك الجانب التربوي، وما تتعرض له المجتمعات العربية منذ عقود طويلة من أزمات أدت إلى التراجع على كافة الأصعدة، ولعلّ أخطر هذه الأزمات أزمة الانحطاط الثقافي التي يعاني منها المجتمع العربي. ورغم ذلك لدينا أمل بتبدل الأحوال ونحن سائرون باتجاه النشر وتوعية المجتمع.

* لماذا دار خطوط وظلال؟ كيف جاءت فكرة إنشائها، لاسيما في ظل حالة النشر التي تحدثت عنها؟ وما القيمة المضافة التي جاءت بها، في رأيك؟

– “خطوط وظلال” حلم كان يراودنا فحققناه عبر رؤية واضحة ومختلفة إلى حد ما عن دور النشر الأخرى. فقد قمنا بنشر سلسة الكتب الخاصة بالجائحة، وكنا من أوائل الناشرين الذين قمنا بذلك وكذلك سلسلة كتب الفنون التشكيلية والسينما والمسرح والترجمات المهمة، وصولا إلى الكتب الاكاديمية والبحثية التي تسهم في تغذية طلاب الجامعات بمراجع لبحوثهم.
نعتقد أننا قيمة مضافة في النشر لطبيعة الكتب التي ننشرها وطبيعة رؤيتنا في الدار، في الجوانب المعرفية والبصرية الجمالية

* من خلال ما نشرته خطوط وظلال، الى حد الآن، هناك انفتاح لافت على المفكرين والباحثين والفنانين المغاربة، فما انطباعاتك الاولى حول هذا الانفتاح، ورأيك في الوضع الثقافي عموما في المغرب، من خلال ذلك؟

الثقافة في المغرب تشكل خاصرة أساسية في الثقافة العربية والأجنبية كذلك، فهي من الدول الفرنكفونية التي تتصل بجسر مهم بالثقافات الأخرى، ونحن بالمشرق معجبون بالمنجز المغاربي من ترجمات وطبيعة توجهات الكتاب باختيارات لمواضيع مثيرة وجديدة، حيث وجدنا الحرية في المغامرة الإبداعية المغاربية.ووجدنا أن الانفتاح هو السبيل الأنجع لنشر المعرفة وتبادلها بين المجتمعات العربية، فكان للمغرب النصيب الأكبر علما بأننا نشرنا لمعظم الكتاب العرب من تونس ومصر وفلسطين والعراق والسعودية والبحرين واليمن وسوريا وغيرها.

*هذه أول مرة تشارك فيها دار “خطوط وظلال” في المعرض الدولي للكتاب في المغرب، ما رأيك في هذا التنظيم؟

-سعيدون جدا بهذه المشاركة الأولى لأنها كانت فرصة مهمة للاحتكاك مباشرة مع الكاتب المغاربي، والتعرف على طبيعة المجتمع هنا، فكان التنظيم دقيقا ورائعا واستفادت «خطوط وظلال» من وجودها هنا عبر تفعيل حفلات توقيع الكتب وحوار الجمهور مع المؤلفين و»دار خطوط».


الكاتب : أجرى الحوار: محمد بهضوض

  

بتاريخ : 11/06/2022