وجهي تساقط مني في كل الوجوه

 

الذين يعرفونني
يعرفون أنني ولدتُ على عجل
وقد أموت على عجل
على الأرجح بناب يلج عنقي كمخلب باز
أو بطلقة مسدس غادرة
أو بزلة قدم مباغتة على حافة حظ
أو ربما بسكتة قلب أنهكته الأجراس البعيدة
بإمكاني أن أموت لأي سبب غير وجيه
بإمكاني أن أموت فقط دونما سبب
فافتحي ساقيك أيتها القبور لأنزل سلاحي
وأنت أيتها الجرار الممتلئة بالأثداء السائلة
وأنت أيتها القصائد المثيرة للشهوة
وأنتَ أيها الملاك الأحمر المثير للريبة
ها أنا أتساقط
غير أني مع ذلك لست معنيا بالأرض.

الذين يعرفونني
يعرفون أنني أذهب إلى الليل
عن غير قصد
برصاصة واحدة
وأعود منه مخفورا بالقتلى الطيبين
وبالصدف غير السعيدة
والمفاجآت التي تتربص بسائقي سيارات الأجرة
والمقامرين الذين تعودوا على الركض الطويل
ولاعبي الفليبرز الذين يتغطون كل يوم بوشم جديد
لكنك أبها الليل لا تعرفني
لا تعرف وجهي الذي تساقط مني في كل الوجوه
ولا مشيتي التي تبعثرت في كل الطرق
ولا أحلامي التي تتعرض للتعذيب
كلما تحركت أضواؤك في غير اتجاه
يكفي أنك صامت على مدى أعوام
وأنك تزعم أنك لا تبحث عن أحد

الذين يعرفونني
يعرفون أن الساعات التي تطوق كتفي
لا تصلح للاستعمال
وأن النور الذي تردد في جوفي طويلا
جاءني مغشيا عليه
أو مفقوء العينين
وأنه الرأس المدبر للعتمات
التي تتباهى بما ينسب لها عادة
لهذا لا تختاروا وقتا آخر
ولا وضعا أكثر رحمة
بضع أعيرة نارية تكفي
أقنعة على الرؤوس
أكياس سوداء من الحجم الكبير
صندوق خلفي لسيارة مسروقة
حبال إذا لزم الأمر
ثم…. طاااااخ..
سوف تختبرون شعورا
لم يسبق أن عشتموه
لم يعد الليل يخدم أهداف النهار
ولا النهار تجليات الليل
ولم أعد أتهيأ لغد لا يدري أحد
من أين سيأتي.


الكاتب : سعيد منتسب

  

بتاريخ : 26/11/2021