وداعا المقاوم الحاج محمد المرضي … عشت مناضلا اتحاديا بزهد الكبار، بسيطا ومحبا للقوات الشعبية

بعد مسار حافل بالعطاء والكرم والجود والإحسان ونكران الذات، رحل المقاوم المناضل الحاج محمد المرضي، الذي شاءت الأقدار الإلهية أن يغادر دنيا الناس هذه إلى دار البقاء، صباح ذكرى المولد النبوي الشريف، عن سن 97 سنة، وقد ووري الثرى عصر يوم الخميس 28 شتنبر 2023 بمقبرة سيدي امحمد لمليح بمدينة المحمدية .
الحاج محمد المرضي، المزداد سنة 1926، الذي أعطى الشيء الكثير للقوات الشعبية بدون أي بهرجة أو تكبر، عاش بين سكان مدينة المحمدية بسيطا لكن بكرم زائد، احتك مع المقاومين المغاربة وهو ما زال في ريعان شبابه مع والده الذي كان يمتلك محلا لتجارة الفحم، وأطلِق عليه اسم حركي، وهو « الفواخري «، وكان المقاوم محمد أوجار الملقب بسعيد بونعيلات صلة وصله مع المقاومة ويزوره باستمرار، حيث كان يخبئ السلاح داخل محل الفحم بدرب « الكورة «، بالقرب من درب مراكش والسعادة بالمحمدية. من والدهورث المرحوم الحاج محمد المرضي النضال، وكان سند العائلة، والده ذو أصولأمازيغيةمن الجنوب ووالدته من أصول دكاليةحمل لقبها وانتماءها طوال حياته حيث كان يلقب بـ»ولد الدكالية «، مما يظهر مدى ارتباطه بها. بدأت تجارته تنتعش شيئا فشيئا لكن تواضعه وطيبوبته لم يفارقاه،ورغم تغيير محل سكناه، حيث انتقل من ديور القراعيبالقصبة إلى شارع القاضي التازي بالقرب من محطة الطاكسيات بالمحمدية،إلا أنه بقي دائما وفيا لجيرانه وسكانمدينته، فقد كان يساعدهم ويؤازرهم ويساهم في تلبية حاجياتهم بصمت ودون ضوضاء أو رياء.
كان المرحوم المناضل الحاج محمد المرضي منتميا إلى صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ومن بعد إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،لكنه رفض حمل بطاقةالمقاومة،وكان سند الحزب ومن حكمائه إلى جانب العديد من الأسماء والرموز التي لا ترغب في الظهور، كان المرحوم محمد أشرقي والحاج لحسن مزواري،أطال الله في عمره مع بعض الأيادي البيضاء من المدينة ، هما من يذهبا إليه خصوصا لدعم الحزب أو مناقشة مشاكل المدينة أوحتى لما كانت القيادة الحزبية تزور المحمدية، كان الحاج محمد المرضي حاضرا داخل التجمعات الجماهيرية أو في اللقاءات المنزلية. مثل والدته التي توفيت، رحمة الله عليها،خلال الاحتفال بمناسبة دينية، توفي الراحل إبان الاحتفالبمناسبة عزيزة على الأمة الإسلامية وهي ذكرى المولد النبوي يوم 28 شتنبر 2023، كما فقد رفيقة دربه الحاجة رقية الإدريسي في أزمة كورونا 1 أبريل 2020،والتي تركت وفاتها غصة كبيرة في نفس الراحل بفقدانه السند والمشورة والعشرة الطيبة، وهي أخت المقاومين المرحومين ناصر الإدريسي والشرقي الإدريسي.
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم الاتحاديون والاتحاديات بالمحمدية بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أبنائه وبناته : عبد الحكيم – عبد اللطيف- جميلة –عائشة -عبد الرحيم –فتيحة – عبد الصمد -مصطفى -خالد -إبراهيم – عثمان ،راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم الأسرة الصبر والسلوان .
إنا لله وإنا إليه راجعون


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 02/10/2023