انخرط مبكرا في مقاومة الاستعمار الفرنسي بمدينة خريبكة، وخاصة في ليلة ثورة الملك والشعب في19غشت 1955، حيث كان ينتمي لإحدى خلايا المقاومة النشيطة، واعتقل على إثر ذلك بمعية مجموعة من المقاومين الشباب إلى حين عودة المغفور له محمد الخامس من منفاه الإضطراري.
يعد المناضل عياش المدني من المناضلين الذين انخرطوا مبكرا، وهم في ريعان الشباب، في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وعندما اشتغل في مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط انخرط في العمل النقابي في صفوف الاتحاد المغربي للشغل حيث شارك في كل معاركه النضالية ومحطاته التنظيمية.
شارك في تصحيح العمل النقابي وترشح في فريق لا منتم في الانتخابات المهنية لسنة1978، بحيث حصدت تلك اللائحة الأغلبية المطلقة، وكانت بداية لتأسيس نقابة عمال الفوسفاط داخل المركزية النقابية ك د ش.
ومنذ ذلك التاريخ وإلى حين تقاعده في بداية التسعينيات، شارك في كل البطولات الوطنية النضالية والتنظيمية، منها إضراب العطاشة لأكثر من 3 أشهر، وكانت آخر محطة له إضراب 14دجنبر1990، كما كان عضو سكرتارية التحرير بجريدة الديمقراطية العمالية. ومن الناحية السياسية شارك بشكل فعال في المؤتمرات الوطنية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ المؤتمر الاستثنائي سنة1975 إلى حدود المؤتمر السادس، وانتخب عضوا في اللجنة الإدارية، كما انتخب كاتبا إقليميا للحزب مرات عديدة وترشح في مختلف الاستحقاقات الجماعية والإقليمية والتشريعية، التي خاضها الحزب ما بين 1976و1999، وانتخب برلمانيا مرات عديدة كان آخرها سنة 1999، كما انتخب رئيسا للمجلس البلدي لمدينة خريبكة سنة1999 بعد وفاة المرحوم المختار السكتاني، وساهم بمعية الفريق الاشتراكي في إنجازات كبيرة بالمدينة.
كان الراحل الحاج عياش المدني، رحمه الله، يتميز بنظافة اليد والأخلاق الحميدة وبعلاقاته المتميزة داخل أسرته الصغيرة والكبيرة.
رحم لله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان ولعائلته الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون