وداعا خميس الشماري

فقدت الحركة الحقوقية التونسية، المغاربية والعربية والمتوسطية، أحد أبرز نشطائها، المناضل خميس الشماري، الذي اسلم الروح لباريها يوم الاثنين اليوم الأول من 2024..
عرفته في بداية التسعينيات عندما قدمه لي أستاذي الفقيد عبد الرحمان اليوسفي في حفل غذاء جمعنا نحن الثلاثة بأحد مطاعم الدار البيضاء، ومنذ يومها توطدت علاقتي به، إذ كان يتردد على المغرب ليلتقي نشطاء الحركة الحقوقية وخاصة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية، ويلتقي أصدقاءه الذين درسوا معه بفرنسا، قيادات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا، والعمل السياسي ومنهم المغتربين الذين عادوا الى الوطن.
خميس الشماري أحد القيادات المؤسسة لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بتونس سنة 1978 والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، التي رأت النور في سنة 1976. وكان كذلك إلى جانب عبد الرحمان اليوسفي من مؤسسي المعهد العربي لحقوق الإنسان الذي بادرت إلى إنشائه الرابطة والمنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المحامين العرب في سنة 1989..
تم اعتقال خميس الشماري من طرف نظام الرئيس زين العابدين بنعلي أكثر من مرة واضطر للجوء الى المنفى سنة 1997 إلى أن عاد عقب الثورة التونسية سنة 2011.
خميس كان، ليس فقط تونسيا بل مغربيا، يعرف ويتابع تفاصيل الحياة السياسية والحقوقية لبلادنا .. ساهم بمقالات وحوارات بجريدة الاتحاد الاشتراكي الذي كان يحرص على زيارتها كلما جاء الى المغرب..
وداعا خميس وكل العزاء إلى رفقائه في تونس والمغرب..إلى زوجته المناضلة المحامية علياء الشريف والتي عانت من ظلم عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بنعلي، الذي استهدف نشطاء الرابطة وزج بالعديد من قياداتها في السجن أو دفعهم إلى المنفى كما كان الحال بالنسبة لخميس الشماري.


الكاتب : مصطفى العراقي

  

بتاريخ : 04/01/2024